وهذا صريح في أن النظرة إذا كانت بإرادة لذة انما نشأته من الشيطان وخطواته وهو سبب لتحريك الشهوة المنجرة إلى الفتنة. ويمكن دفعها بإتيان الحليلة ، فإنه يدفع الشهوة ويقلعها.
ويفهم منه أيضاً فضل المزوج على العزب ، كما يدل عليه أخبار كثيرة فتأمل.
وفي الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليهالسلام أصحابه : ليس في البدن شيء أقل شكراً من العين ، فلا تعطوها سؤلها ، فتشغلكم عن ذكر الله ، إذا تعرى الرجل نظر الشيطان اليه وطمع فيه ، فاستتروا ، ليس للرجل أن يكشف ثيابه عن فخذيه ويجلس بين قوم ، لكم أول نظرة الى المرأة ، فلا تتبعوها بنظرة اخرى ، واحذروا الفتنة ، إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله ، فإن عند أهله مثل ما رأى ، ولا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلا ليصرف بصره عنها الحديث (١).
وهو غني عن البيان بعد ما أحطت علماً بما ذكرناه ، ويؤيد ذلك قوله تعالى ( وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) (٢) إذ لا اعتبار بسبب النزول مع كون اللفظ عاماً ، وذلك مبين في محله.
وما روي في الكافي عن هشام بن سالم ، وحماد بن عثمان ، وحفص بن البختري كلهم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا بأس بأن ينظر الرجل الى وجهها ومعاصمها إذا أراد أن يتزوجها (٣).
__________________
(١) الخصال ص ٦٢٩ ـ ٦٣٧.
(٢) سورة الأحزاب : ٥٣.
(٣) فروع الكافي ٥ / ٣٦٥ ، ح ٢.