ويعتمدون ما رواه محمد بن بكر الارجني (١).
ويظهر منه أن زياد بن المنذر أبا الجارود في نفسه معتمد عليه عند الأصحاب ، وانما لا يعتمدون على بعض أحاديثه باعتبار من رواه عنه ، وهو ابن سنان بناءً على المشهور من ضعفه.
والحق أنه ثقة صحيح لا بأس برواياته إذا لم يكن في الطريق قادح من غير جهته ، كما صرح به بعض أرباب الرجال ، وفصلناه في بعض رسائلنا على أن ضعفه لا يضر هنا ، إذ ليس هو من رجال السند.
ومنه يظهر أن الراوي عن أبي الجارود غير منحصر في محمدين المذكورين كما يفيده ظاهر كلام ابن الغضائري. نعم في أحمد بن خالد البرقي كلام كما سيأتي.
قال أبو الجارود قال أبو جعفر عليهالسلام : يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين؟ قلت : ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله ، قال : فأي شيء احتججتم عليهم؟ قلت : احتججنا عليهم بقول الله عزوجل في عيسى بن مريم ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيّا وَيَحْيى وَعِيسى ) (٢) جعل عيسى بن مريم من ذرية نوح عليهالسلام.
أقول : نظير هذا الاحتجاج احتجاج السيد السند المرتضى بقوله : ولا خلاف بين الأمة في أن عيسى من بني آدم وولده ، وانما ينسب إليه بالأم دون الأب. وهذا أيضاً احتجاج متين ، إذ لا معنى للقول بأن عيسى ليس من بني آدم حقيقة بل هو من بنيه مجازاً ، والخطاب في قوله تعالى( يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ
__________________
(١) الخلاصة عنه ص ٢٢٣.
(٢) سورة الانعام : ٨٤ ـ ٨٥.