وقد روي ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا جلست في الركعتين الأولتين فتشهدت ثم قمت ، فقل : بحول الله وقوته أقوم وأقعد ، ثم ذكر حديثين آخرين بهذا المضمون (١) انتهى.
فان قلت : ما تقول في حديث روى محمد بن يعقوب في الروضة بإسناده عن معاوية بن عمار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : كان في وصية النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام أن قال : يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ، ثم ساق الكلام عليهالسلام الى أن قال : وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الزوال ، قال ذلك ثلاثاً ، ثم قال : وعليك بتلاوة القرآن على كل حال ، وعليك برفع يديك في صلاتك وتقليبهما الحديث (٢).
فإنه صريح الدلالة على استحباب رفع اليدين حال القنوت.
قلت : لا صراحة فيه بذلك المطلب ، بل لا دلالة له عليه أصلا ، لاحتمال أن يكون المراد وعليك برفع يديك في صلاتك وقت تكبيرة الإحرام ، أو وقت سائر التكبيرات ، سواء كانت للركوع أو السجود أو غيرهما ، فإنه يستحب للمصلي أن يرفع بها يديه إلى أذنيه ، ويكون معنى قوله عليهالسلام « وتقليبهما » ترديدهما وتوجيههما إلى جهة السماء ، بأن يجعل باطن كفيه في حال رفع اليدين بالتكبير الى جانب السماء ، أو الى جهة القبلة.
ويدل على ما ذكرناه روايات منها : ما روى الشيخ رحمهالله في الصحيح عن معاوية بن عمار قال : رأيت أبا عبد الله عليهالسلام يرفع يديه إذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، وإذا سجد ، وإذا رفع رأسه من السجود ، وإذا أراد أن يسجد
__________________
(١) الاستبصار ١ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨.
(٢) الروضة من الكافي ٨ / ٧٩.