ابن سيدة من قال : انها غير صلاة الجمعة فقد أخطأ ، الا أن يقوله برواية مستندة الى النبي صلىاللهعليهوآله قيل : لا يرد عليه شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر لانه ليس المراد بها في الحديث المذكور في التنزيل (١) الى هنا كلامه.
وجميع ما احتمله من الصلوات محتمل الا صلاة الضحى ، فانها بدعة عندنا فهذا ما وصل الينا من الاقوال في الصلاة الوسطى.
ثم العجب العجيب والامر الغريب من الفاضلين المشهورين المذكورين أنهما راما أن يستدلا بالاية على وجوب الجمعة وعينيتها في هذا الزمان ، ثم استندا في ذلك الى قول المحققين.
فيا ليت شعري منهم أولئك المحققين الذين تمسكا بقولهم على اثبات مرامهما فلعلهما تشبثا فيه بما نقله الصدوق بلفظ القيل وقد مر ، أو بما احتمله صاحب القاموس وأخذ منه غيره ، أو بما قاله ابن سيدة.
ولا بأس به ، اذا الغريق يتشبث بكل حشيش ، ولكنه مناف لقوله في المقدمة : والادلة الشرعية منحصرة عندنا في هذه الثلاثة ، فكيف يستدل بقول المحققين؟ مع عدم تحققه ومخالفته لكثير من الاخبار.
فانظروا يا أولي الابصار الى أولئك الاخيار ، كيف يموهون الاحكام على الابرار؟ ولا يبالون بما فيه من الاخطار والانذار ومن مؤاخذة الملك الجبار المدعو بالقهار ، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا (٢).
اعلم أن المستدل قدسسره نقل في آخر رسالته هذه عن زين المحققين أنه قال في آخر رسالته : قد وردت الاخبار بأن الصلاة اليومية من بين العبادات بعد
__________________
(١) القاموس المحيط ٢ / ٣٩١ ـ ٣٩٢.
(٢) ليس الغرض من هذا الكلام الطعن على أولئك الاعلام كلا وحاشا ثم كلا وحاشا بل الغرض أن لا يعتمد على استدلالهم بهذه الايات ، ولا سيما بالايتين منها بمخالفته كثيراً من الاقوال وجلها ومصادمته غفيراً من الاخبار بل كلها كما عرفت « منه ».