مِنْ فَضْلِ اللهِ ) قال : الصلاة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت (١). مؤيداً ومفسراً للاية.
وأنت وكل سليم العقل خبير بأنه ليس فيه عين ولا أثر لما ادعاه ، بل الوجه فيه ما روى المعلى بن خنيس عنه عليهالسلام أيضاً أنه قال : من وافق منكم يوم الجمعة فلا يشتغلن بشيء غير العبادة ، فان فيه يغفر للعباد ، وتنزل عليهم الرحمة (٢).
فكان ينبغي للعاقل أن يصرف تمام وقته في ذلك اليوم في الطاعة والعبادة ، وبعد انقضائه فله الانتشار من الارض والابتغاء من فضل الله.
يؤيده ما في خطبة علي عليهالسلام الا أن هذا اليوم يوم جعل الله لكم عيداً ، وهو سيد أيامكم ، وأفضل أعيادكم ، وقد أمركم الله في كتابه بالسعي فيه الى ذكره فلتعظم رغبتكم فيه ، ولتخلص نيتكم فيه ، وأكثروا فيه التضرع والدعاء ومسألة الرحمة والغفران ، فان الله عزوجل يستجيب لكل من دعاه ويورد النار من عصاه وكل مستكبر عن عبادته ، قال الله عزوجل ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ ) وفيه ساعة مباركة لا يسأل الله عبد مؤمن فيها شيئاً الا أعطاه (٣).
وهو كما ترى ناص بالباب ، والله يهدي من يشاء الى الصراط السوي والطريق الصواب ، فانه صريح في أن المراد بالذكر في آية الدعاء والتضرع ومسألة الرحمة والغفران والاستكانة عند الرحمن.
نعم يمكن أن يجعل مؤيداً لقول المفسرين ما في علل الشرائع عن الحلبي عن الصادق عليهالسلام قال : اذا قمت الى الصلاة انشاء الله فأتها سعياً ، وليكن عليك
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٢٨٩.
(٢) وسائل الشيعة ٥ / ٦٥ ، ح ١١.
(٣) وسائل الشيعة ٥ / ٦٥ ، ح ١٢.