عن ذكر الله في بؤس كان أو نعمة ، فان احسانه في جميع الحالات لا ينقطع (١).
وقد نسج على منوالهم المستدل في تفسيره الصافي ، حيث قال : أي : لا يشغلكم تدبيرها والاهتمام بها عن ذكره ، كالصلاة وسائر العبادات (٢).
وهو دليل على عدم عثوره في ذلك على خبر ولا أثر ، لانه وضع تفسيره هذا على ذلك.
ويدل عليه أيضاً أنه ما فسر هذه الآية عبد علي بن جمعة الحويزي في تفسيره المسمى بنور الثقلين بشيء ، بل لم يتعرض لها أصلا ، فانه كان قد تعهد في تفسيره هذا أن يذكر في بيان الايات ما يعثر عليه من الاخبار والروايات ، فكل ما خصصه به هؤلاء تفسير بالرأي.
والحق مع الزمخشري عليه من الرحمن ما يستحقه ، حيث أبقاه على حاله ولم يفسره بشيء ، ونعم ما فعل « كذلك يفعل الرجل البصير » (٣) لان الذكر يعم الثناء والدعاء والصلاة وقراءة القرآن والحديث وذكر الحلال والحرام ، وأخبار الانبياء والاوصياء عليهمالسلام والصالحين ، وهو أعم من أن يكون باللسان أو الجنان أو الاركان.
وبالجملة كلما كان لله سبحانه ، وهو غايته من الاعمال والتروك فهو ذكر ،
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٢٩٥.
(٢) تفسير الصافي ٥ / ١٨٠.
(٣) مصرع من أبيات موحد الجاهلية زيد بن عمرو بن فضل حيث يقول :
أرباً واحداً أم ألف رب |
|
أدين اذا تقسمت الامور |
تركت اللات والعزى جميعاً |
|
كذلك يفعل الرجل البصير |
وقال الدوانى : انه كان رسولا مبعوثاً على نفسه ، وعرف الرسول بأنه إنسان مبعوث من الحق الى الخلق ، وهو أعم من أن يكون ذلك الخلق مغايراً له بالذات أو بالاعتبار « منه ».