رسالة له مسماة بالعقد الطهماسبي : ما أكد الله ولا رسوله ولا أهل بيته عليهمالسلام على أمر أكثر من التأكيد على الصلاة ، ووقع النص والإجماع على أنها أفضل الاعمال وصلاة الجمعة داخلة في ذلك. ثم قال : وذهب كثير من العلماء الى أنها هي الصلاة التي أمر الله بالمحافظة عليها.
وهذا الرجل الحارثي أيضاً قد قلد في كلامه هذا ـ أعني في قوله وذهب كثير من العلماء رحمهمالله ـ زين المحققين ، كما سيأتي مع ما فيه.
ثم ذكر كلاماً خطابياً أو شعرياً لا يؤول الى طائل ، وحاصله ما ذكره المستدل ملخصاً ، الا أنه قال في آخر كلامه : وهل شيء أحسن من أن يأمر الشاه بها في أيام دولته ، فيكون ثوابها وثواب من يصليها في صحائفه الى يوم القيامة ، ولعل توفيقات الالهية اقتضت كون هذه السنة العظيمة مكتوبة في صحائفه ، لا زال مسدداً مؤيداً الى يوم الدين.
وأمثال هذه الكلمات والتملقات في رسالته هذه أكثر من أن يحصى ، والغرض مفهوم ، والمدعى معلوم على الفطن العارف.
تنبيه نبيه :
اعلم أنهم لم يفسروا الذكر هاهنا بصلاة الجمعة ، قال في الكشاف بعد أن أبقى الذكر في مقام التفسير على عمومه ولم يفسره بشيء : قيل : ذكر الله الصلوات الخمس ، وعن الحسن جميع الفرائض ، كأنه قال : عن طاعة الله. وقيل : القرآن ، وعن الكلبي الجهاد مع رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
وزاد في مجمع البيان قوله وقيل : ذكره شكره على نعمائه ، والصبر على بلائه ، والرضا بقضائه. ثم قال : وهو اشارة الى أنه لا ينبغي أن يغفل المؤمن
__________________
(١) الكشاف ٤ / ١١١.