بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم
الحمد لله الذي جعل الرضا ع لحمة (١) كلحمة النسب ، والصلاة على الدليل اليه سيدنا محمد الناصع الحسب ، وعلى آله الاخيار وعترته الاطهار سادات العجم والعرب.
وبعد : فقد ساءلني من هو من أكرم أحبابي وأقدم أصحابي ، في دار ضيافة كنت في صحبة جمع من الاحباب وطائفة من الاصحاب عن مسألة رضاعية ، هي أن امرأة لو أرضعت ابناً لقوم وبنتاً لآخرين ، هل لاخوة وأخوات أحد هذين المرتضعين أن ينكح في اخوة وأخوات الاخر؟
قلت : الظاهر جوازه اذ لا نسب بينهم ولا رضاع ولا مصاهرة. ثم استنظرته في الحكم به والعمل بمقتضاه الى أوان الرجوع الى أصول (٢) الاصحاب وكتبهم ،
__________________
(١) اختلفوا في ضم اللحمة وفتحها ، فقيل : هي في النسب بالضم وفي الثوب بالضم والفتح وقيل : الثوب بالفتح وقيل : النسب والثوب بالفتح ، فأما بالضم فهو ما يصاد به الصيد ، ومعنى الحديث المخالطة في الرضاع وأنه يجرى مجرى النسب كما تخالط اللحمة سد الثوب حتى يصير كالشيء الواحد لما بينهما من المداخلة الشديدة « منه ».
(٢) الاصل : ما هو مجمع عبارات الحجة عليهالسلام بعينها فقط من غير أن يكون