بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
الحمد لله الذي فضل التسبيح على فاتحة الكتاب ، والصلاة على نبيه الذي أوتي فصل الخطاب ، وعلى آله المعصومين وعترته الممتازين في كل باب.
وبعد : فان السبب المقدم لنا على تأليف هذه العجالة وترتيب هذه الرسالة أني كنت ليلة من شهر الله الاعظم في صحبة بعض الاصحاب في دار ضيافة.
فانجر كلامنا مع بعض الاحباب الى المفاضلة بين القراءة والتسبيح ، فقال : اني كنت منذ مدة كذا وكذا متحيراً فيه ومتردداً الى أن استخرت بالله ربنا في اختيار أحدهما ، فاستبان لي أن القراءة أفضل من التسبيح.
قلت : ان المراد بالافضل هنا الاكثر ثواباً ، وهذا أمر لا يحصل العلم به الا باخبار من أخبره الله ورسوله بذلك ، وحينئذ فلا بد في زماننا هذا من الرجوع الى الاخبار المنقولة عن الاخيار ، فما دلت عليه في باب المفاضلة فهو المتبع.
فشرعت في نقلها وترجيح بعضها على بعض سنداً ومتناً ، مستعيناً بالله ومتوكلا عليه ومفوضاً أموري كلها اليه.
فأقول وأنا العبد الضعيف النحيف الفاني الجاني محمد بن الحسين المشتهر باسماعيل المازندراني عفي الله عنهما : اختلف الاصحاب باختلاف الاخبار في أن القراءة في ثالثة المغرب والاخيرتين من الظهرين والعشاء الآخرة ، هل هي