هذا مع أن الرواية مؤيدة بأخبار أخر كما مر وسيأتي ، ومعتضدة بعمل الاصحاب ، ومشتهرة فيما بينهم غاية الاشتهار ، فلا وجه لعدم العمل بها وطرحها.
وكيف يمكن طرحها والقدح فيها؟ وقد صرح الشهيد في الذكرى بأنها مروية بعدة أسانيد ، وهو منه رحمهالله صريح في افاضتها.
هذا وتحقيق هذا المقام ثم تنقيح هذا الكلام على هذا الوجه مما تفطنت وتفردت به بعون الله الملك الجليل ، والله يهدي من يشاء الى سواء السبيل ، وهو حسبي ونعم الوكيل.
[ المناقشة في الاخبار الدالة على وجوب الصلاة عينا ]
قال قدسسره : الباب الثالث ، في الدليل على عينية وجوب الجمعة من كلام أئمة الهدى من أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أجمعين.
روى المحمدون الثلاثة المكنون بأبي جعفر ، أعني : ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني ، ورئيس المحدثين محمد بن علي بن بابويه القمي ، وشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي رحمهمالله ، عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهماالسلام أخباراً كثيرة معتبرة دالة على حتمية وجوب الجمعة بلا اشتراط حضور امام أو اذن منه أو فقيه ولا تجويز ترك ، كما ادعاه القوم ، بعضها صريح في ذلك ، وبعضها ظاهر.
منها : صحيحة زرارة عن الباقر عليهالسلام قال : فرض الله على الناس من الجمعة الى الجمعة خمساً وثلاثين صلاة ، منها صلاة واحدة فرضها الله في جماعة وهي الجمعة ، ووضعها عن تسعة : عن الصغير والكبير والمجنون والمسافر والعبد والمرأة والمريض والاعمى ومن كان على رأس فرسخين (١).
__________________
(١) وسائل الشيعة ٥ / ٢ ، ح ١.