مسبوق بالإجماع ، وقد أفيد أنه ليس من مال الزارع ، فلا وجه لاستثنائه بعد النصاب.
تنبيه :
المئونة بفتح الميم وضم الهمزة قبل الواو الساكنة على فعولة : القوت والكفاية ، على ما في القاموس (١) وغيره ، من مأنه كمنعه اذا تحمل مئونته وقام بكفايته. أو من مأنه يمونه كصانه يصونه ، فأصلها مئونة بواوين قلبت المضمومة المتوسطة همزة.
وقال المطرزي : المئونة الثقل من مأنت القوم اذا احتملت مئونتهم ، وقيل : العدة ، من قولهم « أتاني هذا الأمر وما مأنت له مأناً » اذا لم تستعد له. وقال الفراء : هي مفعلة بزيادة الميم من الأين ، بمعنى التعب والشدة. وقيل : هي من الأون ، بمعنى أحد جانبي الخرج ، وهو الوعاء المعروف لثقلها على الانسان المتحمل لها ، كثقل أحد شطري الوتر على الحيوان الذي يحمله ، على ما في الصحاح (٢) ، وأصلها مأونة بضم الواو على مفعلة أيضاً ، فنقلت ضمها الى الهمزة الساكنة ، كما نقلت من الياء اليها على قول الفراء ، فانقلبت الياء واواً لسكونها وانضمام ما قبلها.
والمراد بها هاهنا ما يغرمه المالك على كل ما يحتاج اليه الغلة ، سواء تقدم على الزرع ، كالحرث والحفر وعمل الناضح ونحو ذلك ، أو قارنه كالسقي والحصاد والجذاذ وتنقية مواضع المياه مما يحتاج اليه كل سنة ، لا أعيان الدولاب والالات ونحو ذلك.
نعم يحسب نقصها لو نقصت ، ومما يحسب أجرة مصفى الغلة وقاطع الثمرة ،
__________________
(١) القاموس ٤ / ٢٦٩.
(٢) الصحاح ٦ / ٢١٩٨.