المئونات واغترمه عليها.
وقد ذكر الفاضل القزويني (١) أن ما أخرج عبارة عن مئونات الاحياء ، كاجرة الجذاذ والنجار وقيمة العوامل ، وفسر قوله صلوات الله عليه « فأخرج منه العشر من الجميع » بأنه أخرج مما بقي من الحاصل العشر من الجميع ، أي : قبل ما صالح عليه الوالي ، هذا كلامه رحمهالله. وحينئذ يكون الى خلاف المقصود أقرب.
وفي النسخ المصححة من التهذيب : فاذا أخرج منها فابتدأ فأخرج منه العشر (٢) فيدل على تعلق العشر بما يبقى من النماء والفائدة ، وقد تقدم احتمال الخروج والاخراج لظهور الربح وابرازه ، أي : فاذا أظهر الله تعالى منها ما أبرز من الفائدة والنماء وهي الخروج والغلة ، كما يفهم من اللغة على ما علمت. وكيف كان فلا ظهور له في اعتبار العشر من الجميع بدون وضع المئونة ، وانما يلزم عشر غلة الأرض وفائدتها.
وبهذا الاعتبار أجاب العلامة في المنتهى عن الاحتجاج بقوله عليهالسلام « فيما سقت السماء العشر » وبقوله عليهالسلام « ليس فيما دون خمسة أو ساق زكاة » بأن العشر انما يجب في النماء والفائدة ، وذلك لا يتناول المئونة ، وكأنه أعرض عن هذه الرواية من بالغ في التشبث بالوجوه الضعيفة لذلك.
وفي المعتبر أن حجتهم لا يتناول موضع النزاع ، لان العشر مما يكون نماء وفائدة. والحاصل أنه ان اريد وجوب عشر جميع ما ينبت من الأرض ، فذلك غير لازم. وان اريد به وجوبه في الجملة ، فيجوز أن يكون عشر النماء والفائدة
__________________
(١) لعله هو المحقق المدقق الفاضل الملا خليل القزوينى له حاشية على الكافي غير مطبوع.
(٢) التهذيب ٤ / ١٣٠.