وما روى عن أم سلمة رضياللهعنها في جوامع الجامع وغيره انها قالت كنت عند النبي صلىاللهعليهوآله وعنده ميمونة ، فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب فقال : احتجبا ، فقلنا : يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ، فقال : أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه (١).
قال في اللمعة : يحرم على المرأة أن تنظر إلى الأجنبي أو تسمع صوته إلا لضرورة وان كان الأجنبي أعمى ، لتناول النهي له ، ولقول النبي صلىاللهعليهوآله لأم سلمة وميمونة لما أمرهما بالاحتجاب من ابن أم مكتوم وقولهما انه أعمى : أعمياوان ألستما تبصرانه (٢).
الا أن يقال : ان قضية فاطمة عليهاالسلام كانت قبل نزول الحجاب ، وحينئذ فلا يمكن الاستدلال بهذا الخبر على ذلك المطلب أصلا فهو لا يضرنا.
وبما ذكرنا يظهر أن ما روي عن سلمان المحمدي (٣) رضياللهعنه وغيره أنهم كانوا يرونها صلوات الله عليها على أحوال مختلفة وأوضاع متشتتة ، ككونها مشغولة بأمر الاطحان والإرضاع وغيرهما ، كما هو المشهور بين الأصحاب والمسطور في الصحف والكتاب ، فاما : أن يكون محمولا على ما قبل الحجاب أو ضعف الأخبار الواردة في هذا الباب ، أو نسبة بينهما مصححة لذلك ، والله أعلم بالصواب.
فان قيل : هذا الخبر مجروح من وجه آخر أيضاً ، وهو أنه عليهالسلام مع كونه
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٤ / ١٧٢ ، ح ٤.
(٢) شرح اللمعة ٥ / ٩٩.
(٣) روي في مجمع الرجال عن الحسين بن صهيب عن أبى جعفر عليهالسلام قال : ذكر عنده سلمان الفارسي قال فقال أبو جعفر عليهالسلام : لا تقولوا سلمان الفارسي ولكن قولوا سلمان المحمدي ، ذاك رجل منا أهل البيت « منه ».