وأنت مقيل عثرتي (١) ، ولولا سترك إيّاي لكنت من المفضوحين ، وأنت مؤيّدي بالنصر على أعدائي ، ولولا نصرك إيّاى (لي ـ خ ل ـ) لكنت من المغلوبين.
يا مَن خصّ نفسه بالسموّ والرفعة فأولياؤه بعزّه يعتزّون ، يا مَن جعلت له الملوك نير المذلّة على أعناقهم (٢) فهم من سطواته خائفون ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وغيب ما تأتي به الأزمنة والدهور ، يا مَن لا يعلم كيف هو إلاّ هو ، يا مَن لا يعلم ما هو إلاّ هو ، يا مَن لا يعلمه إلاّ هو (يا مَن لا يعلم ما يعلمه إلاّ هو ـ خ ل ـ) ، يا مَن كبس الأرض على الماء (٣) وسدّ الهواء بالسماء (٤) ، يا مَن له أكرم الأسماء ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً.
يا مقيض الركب ليوسف في البلد القفر ومخرجه من الجب (٥) وجاعله بعد العبودية ملكاً ، يا رادّه على يعقوب بعد أن ابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم ، يا كاشف الضرّ والبلوى عن أيوب ، وممسك يدي إبراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنّه وفناء عمره ، يا مَن استجاب لزكريا فوهب له يحيى ، ولم يدعه فرداً وحيداً ، يا مَن أخرج يونس من بطن الحوت ، يا مَن فلق البحر لبني إسرائيل فأنجاهم ، وجعل فرعون وجنوده من المغرقين ، يا مَن أرسل الرياح مبشّرات بين يدي رحمته ، يا مَن لم يعجل على مَن عصاه من خلقه ، يا مَن استنقذ السحرة من بعد طول الجحود ،
__________________
(١) مقيل العثرة : الذي يصفح عن الذنوب ، ومنه الحديث : «مَن أقال مؤمناً أقاله الله يوم القيامة».
(٢) النير : الخشبة التي توضع على عنق الثور.
(٣) الكبس على الشيء : الشد والضغط عليه.
(٤) وهو الغلاف الجوّي الذي يمنع من تسرّب الهواء من الأرض.
(٥) الجب : البئر والحفرة العميقتين.