وقد غدوا في نعمته يأكلون رزقه ، ويعبدون غيره وقد حادوه ونادوه (١) وكذبوا رسله ، يا الله يا الله. يا بدئ يا بديع لا ندّ لك ، يا دائماً لا نفاد لك (٢) يا حيّاً حين لا حي ، يا محي الموتى ، يا مَن هو قائم على كل نفس بما كسبت ، يا مَن قلّ له شكري فلم يحرمني ، وعظمت خطيئتي فلم يفضحني ، ورآني على المعاصي فلم يشهرني ، يا مَن حفظني في صغري ، يا مَن رزقني في كبري ، يا مَن أياديه عندي لا تحصى ونعمه لا تجازى ، يا مَن عارضني بالخير والإحسان وعارضته بالإساءة والعصيان ، يا مَن هداني للإيمان من قبل أن أعرف شكر الامتنان ، يا مَن دعوته مريضاً فشفاني ، وعرياناً فكساني ، وجائعاً فأشبعني ، وعطشانَ فأرواني ، وذليلاً فأعزّني ، وجاهلاً فعرّفني ، ووحيداً فكثّرني ، وغائباً فردّني ، ومقلاًّ فأغناني ، ومنتصراً فنصرني ، وغنيّاً فلم يسلبني ، وأمسكت عن جميع ذلك فابتدأني فلك الحمد والشكر.
يا مَن أقال عثرتي ونفّس كربتي ، وأجاب دعوتي ، وستر عورتي ، وغفر ذنوبي ، وبلغني طلبتي ، ونصرني على عدويّ ، وإن أعدّ نعمك ومننك وكرائم منحك لا أحصيها ، أنت الذي أجملت ، أنت الذي أفضلت ، أنت الذي أكملت ، أنت الذي رزقت ، أنت الذي وفّقت ، أنت الذي أعطيت ، أنت الذي أغنيت ، أنت الذي أقنيت (٣) ، أنت الذي آويت ، أنت الذي كفيت ، أنت الذي هديت ، أنت الذي عصمت أنت الذي سترت ، أنت الذي غفرت ، أنت الذي أقلت ، أنت
__________________
(١) حاده : غضبه وأظهر العداوة له ، نادوه : أي جعلوا له ندّاً وشريكاً.
(٢) النفاد : الفناء والانقطاع.
(٣) أقناه الله : أي أعطاه بقدر ما يكفيه.