وأنشأ الأعرابي يقول :
هفا قلبي إلى اللهو |
|
وقد ودّعَ شرخيهِ |
وقد كان أنيقاً عصـ |
|
ـر تجراريَ ذيليهِ |
عيالاتٌ ولذّاتٌ |
|
فيا سقياً لعصريهِ |
فلمّا عمّم الشيبُ |
|
من الرأس نطاقيهِ |
وأمسى قد عناني منـ |
|
ـه تجديد خضابيهِ |
تسلّيت عن اللهو |
|
وألقيت قِناعيهِ |
وفي الدهر أعاجيبٌ |
|
لمَنْ يلبسُ حاليهِ |
فلو يُعمل ذو رأي |
|
أصيلٍ فيه رأيَيهِ |
لألفى عِبرة منه |
|
له في كرِّ عصريهِ |
فأجابه الإمام الحسين (عليه السّلام) ارتجالاً :
فما رسمٌ شجاني قد |
|
محت آيات رسميهِ |
سفورٌ درجت ذيلين |
|
في بوغاء قاعيهِ (١) |
هتوفٌ حرجفٌ تترى |
|
على تلبيد ثوبيهِ (٢) |
وولاّج من المُزنِ |
|
دنا نوءُ سماكيهِ |
أتى مثعنجر الودقِ |
|
بجود من خلاليهِ |
وقد أحمد برقاهُ |
|
فلا ذمٌّ لبرقيهِ |
وقد جلل رعداه |
|
فلا ذمٌّ لرعديهِ |
ثجيج الرعد ثجّاجٌ |
|
اذا أرخى نطاقيهِ |
__________________
(١) سفور : مأخوذ من سفرت الريح التراب أو الورق : أزالتهما وذهبت بهما كل مذهب. درجت : من نعوت الريح. البوغاء : التراب.
(٢) الهتوف : الريح ذات الصوت. والحرجف : الريح الباردة. التلبيد : التداخل.