اللّهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذى كان منّا منافسة فى سلطان ، ولا التماس شىء من فضول الحطام ، ولكن لنرد المعالم من دينك ، ونظهر الإصلاح فى بلادك ، فيأمن المظلومون من عبادك ، وتقام المعطّلة من حدودك.
اللّهمّ إنّى أوّل من أناب وسمع وأجاب : لم يسبقنى إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، بالصّلاة.
وقد علمتم أنّه لا ينبغى أن يكون الوالى على الفروج ، والدّماء ، والمغانم والأحكام ، وإمامة المسلمين البخيل ، فتكون فى أموالهم نهمته (١) ولا الجاهل فيضلّهم بجهله ، ولا الجافى فيقطعهم بجفائه ، ولا الحائف للدّول (٢) فيتّخذ قوما دون قوم ، ولا المرتشى فى الحكم فيذهب بالحقوق ، ويقف بها دون المقاطع (٣) ، ولا المعطّل للسّنّة فيهلك الأمّة
__________________
وجهه. ويمكن فيه وجه آخر ، وهو أن ينصب سرار ههنا على الظرفية ويكون التقدير : هيهات أن أطلع بكم الحق زمان استسرار العدل واستخفائه ، وفيه حذف المفعول ، وحذفه أكثر من أن يرشد إليه
(١) النهمة ـ بالفتح ـ إفراط الشهوة والمبالغة فى الحرص
(٢) الحائف : من الحيف ، أى : الجور والظلم ، والدول جمع دولة ـ بالضم ـ : وهى المال ، لأنه يتداول ـ أى : ينتقل من يد ليد وفى التنزيل : «كَيْ لاٰ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ اَلْأَغْنِيٰاءِ مِنْكُمْ» ـ والمراد من يحيف فى قسم الأموال فيفضل قوما فى العطاء على قوم بلا موجب للتفضيل
(٣) المقاطع : الحدود التى عينها اللّه لها