الثّناء (١) ، ويتراقبون الجزاء : إن سألوا ألحفوا (٢) ، وإن عذلوا كشفوا ، وإن حكموا أسرفوا. قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلا ، ولكلّ قائم مائلا ، ولكلّ حىّ قاتلا ، ولكلّ باب مفتاحا ، ولكلّ ليل مصباحا : يتوصّلون إلى الطّمع باليأس ليقيموا به أسواقهم ، وينفقوا به أعلاقهم (٣) : يقولون فيشبّهون (٤) ، ويصفون فيوهّمون ، قد هوّنوا الطّريق (٥) ، وأضلعوا المضيق :
فهمّ لمّة الشّيطان (٦) ، وحمة النّيران «أُولٰئِكَ حِزْبُ اَلشَّيْطٰانِ أَلاٰ إِنَّ حِزْبَ اَلشَّيْطٰانِ هُمُ اَلْخٰاسِرُونَ»
__________________
(١) يتقارضون : كل واحد منهم يسلف الآخر دينا ليؤديه إليه ، وكل يعمل للأخر عملا يرتقب جزاءه عليه
(٢) بالغوا فى السؤال وألحوا ، و «إن عذلوا» أى : لاموا كشفوا ـ أى فضحوا ـ من يلومونه
(٣) «ينفقون» أى : يروجون من النفاق ـ بالفتح ـ ضد الكساد ، والأعلاق جمع علق ـ بالكسر ـ وهو الشىء النفيس. والمراد ما يزينونه من خدائعهم
(٤) «يشبهون» الحق بالباطل وقوله «فيوهمون» أى : يبعثون الوهم إلى أذهان سامعيهم ، وفى رواية «فيموهون» أى : يزينون
(٥) يهونون على الناس طرق السير معهم على أهوائهم الفاسدة ، ثم بعد أن ينقادوا لهم يضلعون عليهم المضائق ، أى : يجعلونها معوجة يصعب تجاوزها فيهلكون
(٦) اللمة ـ بضم ففتح ـ الجماعة من الثلاثة إلى العشرة ، والمراد هنا مطلق الجماعة. والحمة ـ بالتخفيف ـ الأبرة تلسع بها العقرب ونحوها. والمراد لهيب النيران.