اللّحاق بك ، قلّ ، يا رسول اللّه عن صفيّتك صبرى ، ورقّ عنها تجلّدى ، إلاّ أنّ لى فى التّأسّى بعظيم فرقتك (١) ، وفادح مصيبتك ، موضع تعزّ ، فلقد وسّدتك فى ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحرى وصدرى نفسك ، إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، فلقد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرّهينة ، أما حزنى فسرمد ، وأمّا ليلى فمسهّد (٢) إلى أن يختار اللّه لى دارك الّتى أنت بها مقيم ، وستنبّئك ابنتك بتضافر أمّتك على هضمها (٣) ، فأحفها السّؤال ، واستخبرها الحال ، هذا ولم يطل العهد ، ولم يخل منك الذّكر ، والسّلام عليكما سلام مودّع لا قال ولا سئم (٤) فان أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد اللّه الصّابرين
__________________
صوت شديد إذا كان فى الأرض شىء من جذور النبات : يشتد الصوت كلما اشتدت السرعة.
(١) يريد بالتأسى : الاعتبار بالمثال المتقدم ، والفادح : المثقل ، وتقول : فدحه الدين ، إذا أثقله ، وبابه قطع ، وفى حديث ابن جريح أن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : «وعلى المسلمين أن لا يتركوا مفدوحا فى فداء أو عقل» أى : مثقلا قد حمل فوق طوقه ، والتعزى : التصبر ، وملحودة القبر : الجهة المشقوقة منه
(٢) ينقضى بالسهاد : وهو السهر
(٣) هضمها : ظلمها ، وإحفاء السؤال : الاستقصاء فيه
(٤) القالى : المبغض ، والسئم : من السآمة وهى ملال الشىء ، وتقول : سئم من الشىء ـ من باب طرب ـ وسآما وسأمة ، إذا مله ، وهو رجل سؤوم