وعممت حتّى صار النّاس فيك سواء
ولو لا أنّك أمرت بالصّبر ، ونهيت عن الجزع ، لأنفدنا عليك ماء الشّئون (١) ، ولكان الدّاء مماطلا ، والكمد محالفا ، وقلاّلك (٢) ولكنّه ما لا يملك ردّه (٣) ولا يستطاع دفعه ، بأبى أنت وأمّى ، اذكرنا عند ربّك ، واجعلنا من بالك
٢٣١ ـ ومن كلام له عليه السّلام
اقتص فيه ذكر ما كان منه بعد هجرة النبى صلّى اللّه عليه وآله ، ثم لحاقه به فجعلت أتّبع مأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فأطأ ذكره حتّى انتهيت إلى العرج (٤) (فى كلام طويل)
قال الشريف : قوله عليه السلام «فأطأ ذكره» من الكلام الذى رمى به إلى غايتى الإيجاز والفصاحة ، أراد إنى كنت أعطى خبره (٥) صلّى اللّه عليه
__________________
عن جميع من سواه ، وهو برسالته عام للخلق : فالناس فى النسبة إلى دينه سواء ـ
(١) «لأنفدنا» أى : لأفنينا على فراقك ماء عيوننا الجارى من شؤونه ، وهى منابع الدمع من الرأس
(٢) مماطلا بالشفاء ، والكمد : الحزن ، ومحالفته : ملازمته ، و «قلا» فعل ماض متصل بألف التثنية ، أى : مماطلة الداء ، ومحالفة الكمد ، قليلتان لك
(٣) «ما» خبر «لكن» أى : لكنه الموت لا يملك رده الخ ، وما حتم وقعه فلا يفيد الأسف عليه ، لأن الأسف وضع فى النفوس لمداركة الفائت والحذر من الآتى
(٤) العرج ـ بالتحريك ـ موضع بين مكة والمدينة
(٥) أعطى : بالبناء للمجهول