اليقين ، تهرب منها الأكياس (١) ، وتدبّرها الأرجاس (٢) ، مرعاد مبراق ، كاشفه عن ساق ، تقطع فيها الأرحام ، ويفارق عليها الإسلام ، بريّها سقيم ، وظاعنها مقيم (٣)
منها : بين قتيل مطلول (٤) ، وخائف مستجير ، يختلون بعقد الأيمان (٥) وبغرور الإيمان ، فلا تكونوا أنصاب الفتن (٦) وأعلام البدع ، والزموا ما عقد عليه حبل الجماعة ، وبنيت عليه أركان الطّاعة ، واقدموا على اللّه مظلومين ولا تقدموا عليه ظالمين ، واتّقوا مدارج الشّيطان ، ومهابط العدوان ، ولا تدخلوا بطونكم لعق الحرام (٧) فإنّكم بعين من حرّم عليكم المعصية (٨) ،
__________________
(١) الأكياس : جمع كيس ، وهو الحاذق العاقل
(٢) الأرجاس : جمع رجس : وهو القذر والنجس ، والمراد الأشرار
(٣) «مرعاد مبراق» أى : ذات وعيد وتهديد ، والعرب تقول : أرعد فلان وأبرق ، وأرغى وأزبد ، وتكنى بهما عما ذكرنا. ويجوز أن يعنى بالرعد صوت السلاح وقعقعته ، وبالبرق لونه وضوءه ، على التشبيه. وقوله «كاشفة عن ساق» أى : عن شدة وهول ومشقة ، وفى التنزيل : «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سٰاقٍ» وقوله «بريها سقيم» معناه أن الهارب منها غير ناج ، بل لا بد أن يصيبه شىء من معرتها وضررها ، وقوله «وظاعنها مقيم» أى : ما يفارق الانسان من أذاها وشرها كأنه غير مفارق له ، لأنه قد أبقى عنده عقابيل من غوائلها وأذاها
(٤) طللت دمه : هدرته
(٥) «يختلون» أى : يخدعهم الظالمون بحلف الأيمان ويغرونهم بظاهر الأيمان وأنهم مؤمنون مثلهم
(٦) الأنصاب : كل ما ينصب ليقصد
(٧) اللعق : جمع لعقة ـ بضم اللام ـ وهى ما تأخذه فى الملعقة
(٨) «إنكم بعين ـ الخ» أى : إنه يراكم