منها : قد طلع طالع ، ولمع لامع ، ولاح لائح (١) ، واعتدل مائل ، واستبدل اللّه بقوم قوما ، وبيوم يوما ، وانتظرنا الغير انتظار المجدب المطر (٢) وإنّما الأئمّة قوّام اللّه على خلقه ، وعرفاؤه على عباده ، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النّار إلاّ من أنكرهم وأنكروه.
إنّ اللّه تعالى خصّكم بالإسلام ، واستخلصكم له ، وذلك لأنّه اسم سلامة وجماع كرامة (٣) ، اصطفى اللّه تعالى منهجه ، وبيّن حججه ، من ظاهر علم ، وباطن حكم ، لا تفنى غرائبه ، ولا تنقضى عجائبه ، (٤) فيه مرابيع النّعم (٥) ومصابيح الظّلم ، لا تفتح الخيرات إلاّ بمفاتيحه ، ولا تكشف الظّلمات إلاّ بمصابيحه ، قد أحمى حماه (٦) وأرعى مرعاه ، فيه شفاء المشتفى ، وكفاية المكتفى ،
__________________
(١) لاح : بدا. قالوا : هذه خطبة خطبها بعد قتل عثمان
(٢) الغير ـ بكسر ففتح ـ صروف الحوادث وتقلباتها ، انتظرها لعلما يقوم حق وينتكس باطل
(٣) جماع الشىء : مجمعه
(٤) غرائبه : جمع غريبة ، وأراد بها ما يتجدد للقرآن من المعانى التى غفل الناس عنها ، لحدوثها باستحداث الأفكار والعلوم مع كونها لا تخالف أصول الشريعة ولا تعارضها ، ويروى فى مكان هذه اللفظة «عزائمه» وهى جمع عزيمة ، وهى الآية المحكمة ، والبرهان القطع ، وقوله «ولا تنقضى عجائبه» لأنه مهما تأمله الانسان استخرج منه بفكره غرائب وعجائب لم تكن عنده من قبل
(٥) مرابيع : جمع مرباع ـ بكسر الميم ـ وهو المكان ينبت نبته فى أول الربيع أو هو المطر أول الربيع
(٦) أحمى المكان : جعله حمى لا يقرب ، أى : أعز اللّه الاسلام ، ومنعه من