أمّتى سيفتنون من بعدى» فقلت : يا رسول اللّه ، أوليس [قد] قلت لى يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عنّى الشّهادة (١) فشقّ ذلك علىّ فقلت لى «أبشر ، فإنّ الشّهادة من ورائك»؟ فقال لى «إنّ ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذا (٢)؟» فقلت : يا رسول اللّه ، ليس هذا من مواطن الصّبر ، ولكن من مواطن البشرى والشّكر (٣) ، وقال «يا علىّ ، إنّ القوم سيفتنون بعدى بأموالهم ، ويمنّون بدينهم على ربّهم ويتمنّون رحمته ، ويأمنون سطوته ، ويستحلّون حرامه بالشّبهات الكاذبة والأهواء السّاهية ، فيستحلّون الخمر بالنّبيذ ، والسّحت بالهديّة ، والرّبا بالبيع» فقلت : يا رسول اللّه ، بأىّ المنازل أنزلهم عند ذلك؟ أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة؟ فقال : «بمنزلة فتنة»
__________________
بجميع آياتها ، والذى أراه أن علمه بكون الفتنة لا تنزل والنبى بين أظهرهم كان عند نزول الآية فى مكة ، ثم شغله عن استخبار الغيب اشتداد المشركين على الموحدين واهتمام هؤلاء برد كيد أولئك ، ثم بعد ما خفت الوطأة وصفا الوقت لاستكمال العلم سأل هذا السؤال ، فالفاء لترتب السؤال على العلم ، والعلم كان ممتدا إلى يوم السؤال فهى لتعقيب قوله لعلمه ، والتعقيب يصدق بأن يكون ما بعد الفاء غير منقطع عما قبلها ، وإن امتد زمن ما قبلها سنين. تقول : تزوج فولد له ، وحملت فولدت
(١) حيزت : حازها اللّه عنى فلم أنلها
(٢) على أية حالة يكون صبرك إذا هيئت لك الشهادة؟!
(٣) قوله «من مواطن البشرى» هذا شأن أهل الحق : يستبشرون بالموت فى سبيل الحق بأنه الحياة الأبدية «٥ ـ ن ـ ج ـ ٢»