وحصيلة الكلام : انّه إذا أطلق ثقة يتبادر منه أنّه عدل بالمعنى المتفق بين العامة والخاصة ، نعم ذهب بعضهم إلى أنّ معناها كونه عدلاً بضميمة المذهب ، كما عليه ابن صاحب المعالم والمحقّق البهبهاني.
نعم لو قال : « ثقة في الحديث » فهو بمعنى كونه متحرّزاً عن الكذب.
٢. عين
يقال تارة : عين ، وأُخرى : عين من الأعيان ، والمراد منها خيار القوم وأفاضلهم وأشرفهم. (١) تشبيهاً لها بالعين التي هي من أشرف الأعضاء.
واحتمل المحقّق البهبهاني كونها بمعنى الميزان باعتبار صدق الراوي كما كان الصادق عليهالسلام يسمّي أبا الصباح بالميزان لصدقه (٢) ، ولكنّه بعيد لأنّ العين تستعار للميل في الميزان لا لنفس الميزان على ما في المفردات. (٣)
وفي اللسان العين في الميزان : الميل.
٣. وجه
ربما يطلق : وجه ، وأُخرى وجه من وجوه الطائفة ، وفي اللسان : يقال فلان وجه القوم ، كقولهم : عينهم ورأسهم ، ووجه الاستعارة نفس ما مرّ في العين.
لا شكّ في دلالة اللّفظين « العين والوجه » على المدح الكثير.
نعم إنّ في دلالتهما على تزكية الراوي وجهين :
الأوّل : انّه يفيد المدح الكثير ، خصوصاً إذا قال : عين من الأعيان ، أو وجه من وجوه أصحابنا.
__________________
١. لسان العرب : مادة عين ، يقول : وأعيان القوم : أشرافهم وأفاضلهم ؛ ويقول أيضاً : عين المتاع : خياره.
٢. تعليقة الوحيد على منهج المقال : ١٠٤.
٣. المفردات : مادة عين.