سنده من الحسان ، ولكن يمكن أن يقال باستفادة العدالة من القرائن الدالّة على العدل ، ولنذكر من باب المثال ما ذكروه في حقّ إبراهيم بن هاشم ، قالوا :
« إنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقم » وهذه الجملة يستكشف منها حسن ظاهره في مجتمع القميّين ، إذ النشر متوقّف على علمه أوّلاً ، وتلقّي القميّين عنه ثانياً ، ورواية عدّة من أجلاّء القميّين عنه ثالثاً.
فقد روى عنه محمد بن الحسن الصفار ( المتوفّى عام ٢٩٠ هـ ) ، وسعد بن عبداللّه بن أبي خلف الأشعري ( المتوفّى عام ٣٠١ أو ٢٩٩ هـ ) ، وعبد اللّه بن جعفر الحميري الذي قدم الكوفة سنة تسع وتسعين ومائتين ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( المتوفّى عام ٣٤٣ هـ ) ، ومحمد بن علي بن محبوب ، ومحمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إسحاق القمّي ، وعلي بن بابويه ، وغيرهم من الذين رووا عنه وقبلوا منه وحفظوا وكتبوا وحدّثوا بكلّ ما أخذوا عنه.
أو ليس كلّ هذا يلازم كون ظاهر إبراهيم ظاهراً مأموناً وكونه معروفاً عندهم باجتناب الكبائر وأداء الفرائض؟ إذ لو كان فيه بعض ، لاستبان ; لأنّ نشر الحديث لا ينفك عن المخالطة المظهرة لكلّ خير وسوء ، ولو كان فيه بعض ذلك لم يجتمع هؤلاءعلى التلقّي منه ، والتحدّث عنه ، فهذه العبارة مع هذه القرائن تفيد العدالة.
أضف إلى ذلك انّه كان يعيش في عهد أحمد بن محمد بن عيسى رئيس القميّين في عصره ، وهو الذي أخرج أحمد بن محمد بن خالد من قم لروايته عن الضعفاء ; أو ليست هذه القرائن بمنزلة قول النجاشي : « ثقة » أو « عدل » أو « ضابط »؟ وبذلك يظهر انّ قولهم حسنة إبراهيم بن هاشم أو صحيحة ، لا وجه له ، بل المتعيّن هو الثاني.