يلاحظ أن الحدثية فى الأفعال السابقة مشتركة بين طرفين ؛ لذا تعدّى الفعل ، أما إذا كانت الحدثية مقصورة على واحد فإن الهمزة والسين والتاء لا تعدى الفعل ، بل يظلّ لازما ، نحو : استراح المتعب ، استفاق الغائب ، استقام العود.
ـ حذف حرف الجر على التوسع ، فينصب ما بعده بعد أن كان مجرورا ، ويكون نصبه على السعة ، أو الاتساع ، أو حذف حرف الجر ، أو نزع الخافض ، ومنه قول جرير :
تمرّون الديار ولم تعوجوا |
|
كلامكم علىّ إذن حرام (١) |
والأصل : تمرون بالديار ، ويطرد حذف حرف الجر مع (أنّ ، وأن) المصدريتين بشرط أمن اللبس ، ومنه قوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) [آل عمران : ١٨] ، أى : شهد الله بأنه ، فلما حذف حرف الجر تعدى الفعل (شهد) على السعة أو نزع الخافض ، فأصبح المصدر المؤول (أنه لا إله إلا هو) فى محل نصب ، ويجوز أن تقدر وجود حرف الجر فتجعل المصدر فى محل جر.
ومنه قوله تعالى :(بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) [ق : ٢] ، أى : عجبوا من أن جاءهم ...
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) [البقرة : ٢٥] ، أى بشر بأن ...
__________________
(١) ينظر : شرح ابن عقيل رقم ١٥٩ / الدرر رقم ١٤٠١ ، ٥ ـ ١٨٩.
(تمرون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (الديار) منصوب على التوسع ، وعلامة نصبه الفتحة ، أو منصوب على نزع الخافض. (ولم) الواو : للابتداء أو للحال حرف مبنى لا محل له من الإعراب. لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى لا محل له من الإعراب. (تعوجوا) فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون. وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال. (كلامكم) كلام : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (علىّ) على : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بعلى. وشبه الجملة متعلقة بالحرمة. (إذن) حرف جواب وجزاء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (حرام) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.