ج ـ أن يكون المفعول به محصورا ، والمحصور يجب أن يتأخر ، نحو. إنما كتب علىّ الدرس ، ما كتب علىّ إلا الدرس ، (الدرس) فى الموضعين مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، ويجب تأخره لأنه محصور.
ومنه أن تقول : ما يحترم الناس إلا الملتزم. إنما طلب علىّ شرح القضية الأخيرة. هل يحبّ رئيس العمل إلا المتقنين أعمالهم؟
د ـ أن يكون الفعل جامدا ، أى. غير متصرف لا تتأتى منه أبنيته الثلاثة (الماضى والمضارع والأمر) ، والأفعال الجامدة فى هذا الباب فعل التعجب فى صيغة (ما أفعله) وعسى ؛ لأنهما اللذان يصلان إلى المفعول به ، فيتعديان إليه. نحو. ما أفضل التعاون على الخير! (التعاون) مفعول به منصوب ، ويجب أن يتأخر عن فعل التعجب الجامد (أفضل).
ومنه قولك. ما أحسن الصدق! ما أجدر الالتزام بالخلق الحسن!
والمتصرف من الأسماء العاملة عمل الفعل هى : اسم الفاعل ، وصيغ المبالغة ، واسم المفعول ، والمصدر الواقع موقع الفعل.
ه ـ أن يدخل على الفعل لام الابتداء ، حيث لا يعمل ما بعدها فيما قبلها ، فلا يقدم المفعول ـ حينئذ ـ على الفعل ، نحو : لأكافئ المجتهد ، لأحضر الكتاب.
و ـ أن يكون الفعل صلة لحرف مصدرىّ عامل ، كقولك ، يعجبنى أن تقول الصدق ، (الصدق) مفعول به منصوب ، وفعله العامل (تقول) وهو صلة للحرف المصدرى العامل (أن) ؛ لذا وجب تأخر المفعول به عن الفعل.
ومنه قولك : يسرّنى أن تقرضنى كتابك ، يغضبنى أن تهمل واجبك.
يجب عليك أن تتقن عملك. عليك أن تنال ما تصبو إليه شرعا.
فإن كان الحرف المصدرىّ حرفا غير عامل جاز تقديم المفعول به على العامل ، نحو. أنكرت ما تهمل واجبك ، وددت لو حزت الإعجاب ، حيث يجوز تقديم المفعول به ، ويذكر بعد الحرف المصدرى.