ومثله : (إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) [الإسراء : ١٠١] ، وقولك. إخال الأمر يسيرا. حسبت محمدا موجودا.
٣ ـ فاعلا فى المعنى ، ويكون ذلك مع الأفعال التى تتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو قوله تعالى : (فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً) [المؤمنون. ١٤] ، (العظام) مكسوّ فهو الآخذ ، أى. الفاعل فى المعنى ؛ لذا استحق أصالة التقديم.
ولتلحظ ذلك فى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) [الكوثر : ١] ، منحنا الأوائل جوائز ، ألبسنا الفائزين أوشحة.
٤ ـ يجمع النحاة على تقديم المفعول المسرح أو غير المقيد بحرف جر على المفعول غير المسرح أو المقيد بحرف جر ، وإن كانوا يجيزون ذلك (١) ، فقد لحظت ما يأتى (٢) :
أ ـ إذا كان المفعول به المسرح ضميرا فإن تقديمه على المجرور ضرورة ؛ ذلك لأن الضمير يجب أن يعتمد فى نطقه على كلمة أخرى وهى الفعل ؛ لذا وجب التقدم ، أما المجرور فهو معتمد على حرف الجر فى النطق ، نحو : نبّهك صديقك إلى عيب قد أغفلته. أتوه بما أرادوه ، أعلمتك بما لا تعلم.
ب ـ إذا كان المفعول به المسرح معرفة غير الضمير وكان المجرور معرفة فأيّهما قدمت أو أخرت فجائز ، ذلك لعدم الالتباس ، وعدم حاجة المفعول المسرح إلى اعتماد فى النطق. ذلك نحو. أتم نعمته عليك ، أتم عليك نعمته ، استعمل منهم الولاة والحكام ، ويجوز. استعمل الولاة والحكام منهم.
ج ـ إذا كان المفعول به المسرح نكرة أو اسما موصولا فإن المجرور يرجح تقديمه عليه ، ذلك حتى لا يحدث التباس بين كون شبه الجملة متعلقة بالفعل ، أى : أنها فى موقع المفعول به ، وكونها صفة للنكرة ، أو من مكونات جملة الصلة.
ذلك نحو : كتبنا لك أحاديث كثيرة. تذكّرت فيه ما تمنّته ، جعلوا فى سيرته العطرة ندوات ، بلغت لك ما لم يبلغه أب بارّ ولا أمّ رءوم.
__________________
(١) ينظر : التسهيل ٨٤ / شرح التصريح ١ ـ ٣٠٤ / همع الهوامع ١ ـ ١٦٨.
(٢) يرجع إلى : الجملة الخبرية فى نثر الجاحظ ، رسالة دكتوراه للمؤلف ٥٠٦.