ونصب (قوما) ، وحينئذ يكون مفعولا به ، ويحتاج الفعل إلى نائب عن الفاعل يخرّج على وجهين عند جمهور النحاة (١) ، حيث لا يرتضون إقامة غير الاسم مقام الفاعل فى وجود الاسم ، وهما :
ـ إما أن يقدر من سياق الكلام ، فيكون تقديره : الخير ، ويكون الكلام : ليجزى الخير قوما.
ـ وإما أن يقدر مصدرا من الفعل المذكور ، ويكون الكلام : ليجزى الجزاء قوما.
وهذا لا يتفق مع كثير من النحاة.
ومثل ذلك قراءة قوله تعالى : (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً) [الإسراء : ١٣] ، ببناء الفعل (يخرج) للمجهول ، ونصب (كتابا) ، فيحتاج الفعل ـ حينئذ ـ إلى نائب فاعل غير (كتاب) ، ولا يوجد غير شبهى الجملة ، فتقام شبه جملة عند بعض النحاة ، لكن الجمهور يرون تقدير نائب فاعل مضمر يعود على طائر ، ويكون الكلام : يخرج له طائره كتابا ، أى : مكتوبا على أنها حال (٢). وقد يكون نائب الفاعل المصدر من (خرج).
ومنه قول رؤبة :
لم يعن بالعلياء إلا سيدا |
|
ولا شفى ذا الغىّ إلا ذو هدى (٣) |
__________________
(١) ينظر : إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ٢٣٢ / البيان ٢ ـ ٣٦٥.
(٢) ينظر : المقتضب ٣ ـ ٢٦١ / إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ٨٩. فى الفعل (نخرج) ثلاث قراءات : قرأ أبو جعفر بالياء المضمومة وفتح الراء. وقرأ يعقوب بالياء المفتوحة وضم الراء ، وقرأ الباقون بالنون المضمومة وكسر الراء ، و (كتابا) منصوبة فى القراءات الثلاث ، أما القراءة الأولى فهى موضحة فى أعلى الصفحة. وأما القراءة الثانية فإن الفعل مبنى للمعلوم فاعله ضمير مستتر يعود على طائر ، و (كتابا) يكون منصوبا على الحالية. ومنهم من رفع (كتابا) فيكون فاعل يخرج. أما القراءة الثالثة (نخرج) مضارع (أخرج) فالفاعل ضمير مستتر يعود على البارى تعالى. و (كتابا) مفعول به منصوب.
(٣) شرح ابن عقيل ١٥٦ / ضياء السالك رقم ٢٢٩ ، ١ ـ ٣٨٠ / شرح التصريح ١ ـ ٢٩١.
(لم) حرف نفى وجزم وقلب مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (يعن) فعل مضارع مجزوم بعد لم وعلامة جزمه حذف حرف العلة مبنى للمجهول. (بالعلياء) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. العلياء : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، نائب فاعل. (إلا) حرف استثناء مهمل يفيد القصر والحصر. (سيدا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه