أما قول الشاعر :
إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا |
|
فحسبك والضحاك سيف مهنّد (١) |
فقد جاء فى الضحاك ثلاث روايات : الرفع ، والنصب ، والجر (٢).
ورواية النصب على أنه مفعول معه ، والواو للمصاحبة لغير التبعية. أما العامل فيه فهو (حسب) ، وهو اسم يشبه الفعل بمعنى (كاف) ، وعليه فإن الواو لا تكون عاطفة.
ومن المفعول معه ما يذكر بعد ما فيه معنى الفعل دون حروفه ، ونصبه قليل ، لكن رفعه كثير ، فيجوز لك أن تقول : ما لك ومحمدا ، بنصب (محمدا) على أنه مفعول معه ، والعامل فيه الجار والمجرور ، ففيهما معنى الفعل ، حيث يتعلقان بفعل محذوف ـ على حد قول جمهور النحاة.
أو : أن العامل فيه فعل مضمر يقدر بالقول : ما تصنع ومحمدا.
ومنه ما يستشهد به النحاة من قول مسكين الدارمى (٣) :
فمالك والتلدد حول نجد |
|
وقد غصّت تهامة بالرجال (٤) |
حيث نصب (التلدد) على أنه مفعول معه بعد واو المصاحبة ، والعامل فيه شبه الجملة ، وفيها معنى الفعل ، أو : فعل مقدر ، والتقدير : ما تصنع والتلدد.
__________________
(١) الأمالى للقالى ٢ ـ ٢٦٢ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٥١ / شرح الأشمونى ٢ ـ ٣٦٤.
(إذا) اسم شرط غير جازم فى محل نصب على الظرفية. (كانت) فعل ماض تام ، بمعنى : وقع ، حصل ، حدث ، والتاء للتأنيث. (الهيجاء) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (العصا) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (فحسبك) الفاء واقعة فى جواب الشرط مبنية لا محل لها. (حسب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، سد مسد الخبر ، أو : مسد المبتدأ المؤخر.
(٢) (الضحاك) بالجر على أنه مقسم به مجرور ، والواو للقسم ، ورواية الرفع على أنه مبتدأ خبره محذوف تقديره : كافيك. أو أن خبره (سيف) ، وخبر حسبك محذوف ، أو هو مبتدأ بلا خبر.
(٣) الكتاب ١ ـ ٣٠٨ / الجمل ٣١٩ / شرح ألفية ابن معطى ١ ـ ٥٨٩ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ٥٠. التلدد :التحير والتلفت يمينا وشمالا ، غصت : امتلأت.
(٤) (ما) اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (لك) شبه جملة فى محل رفع ، خبر المبتدأ ، أو متعلق بخبر محذوف.