ومن أمثلتها : قوله تعالى : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما) [البقرة : ٣٥](نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ) [الزمر : ٧٤].
(وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ) [الحجر : ٦٥].
وقد تسبق بحرف الجر (من) ، وهى مبنية على الضمّ فى محلّ جر ، كما فى قوله تعالى : (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) [الزمر : ٢٥].
(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق : ٣].
(حيث) اسم مبنى على الضم فى محل جر ، وهو دال على الظرفية.
بينا ، بينما :
ذكر النحاة (١) أن (بين) ظرف زمانى ، قيل : بل هى ظرف مكانى ، وقيل : إنها بحسب ما تضاف إليه إن زمانا وإن مكانا ، وهى تدل على التخلل بين شيئين ، أو أشياء أو ما فى تقدير ذلك. وعند ما تلحقها (ما) أو الألف فإنها تخلص للدلالة الزمانية ، ويذكر بعضهم أنها بمعنى (إذ) ، وتلزم إضافتها إلى جملة اسمية أو فعلية ، ويختلف النحاة فيما بينهم فى كون الجملة مضافة إليها نفسها دون تقدير محذوف ؛ على حد رأى الجمهور ، وبين كونها مضافة إليها بتقدير محذوف ، يقدر بزمان ، على حد ما رآه الفارسى وابن جنى ، وقد يضاف إلى مصدر.
ومثالهما :
فبينا نحن جالسون إذ وقف وخرج.
بينما نأكل إذ دخل علينا فشاركنا.
كما وردت على المثال : بيناه ذاهب إذ رأى حواء. (البخلاء للجاحظ ١٣١).
* ولا يتضح معنى (بين) إلا بإضافتها إلى اثنين فصاعدا ، أو ما يقوم مقامهما ؛ لأنها تحمل معنى الخلالة بين الشيئين ووسطهما ، كما تقول : جلست
__________________
(١) ينظر : التسهيل ٩٥ / الهمع ٢ ـ ٢١١.