والقول : أقبل محمد ومحمودا استقبلته.
ومنه قوله تعالى : (فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ). [الأعراف : ٣٠] ، (فريقا) الثانية منصوب بإضمار فعل تقديره : وأضلّ فريقا. ويحسن النصب هنا لعطف هذه الجملة على الجملة الفعلية السابقة (فريقا هدى) ، وشبه الجملة (عليهم) فى موضع نصب (١).
وقوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً (١٢) وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) [الإسراء : ١٢ ، ١٣]. (كلّ) فى الموضعين نصبت على الاشتغال بفعل محذوف ، يقدر من المذكور ، أى : فصلنا كل شىء ، وألزمنا كل إنسان ، وقد ترجح النصب فى الموضعين للعطف على جملة فعلية : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ) [الإسراء : ١٢].
ومنه قول الربيع بن ضبع الفزارى :
أصبحت لا أحمل السلاح ولا |
|
أملك رأس البعير إن نفرا |
والذئب أخشاه إن مررت به |
|
وحدى وأخشى الريح والمطرا (٢) |
حيث نصب (الذئب) بفعل مقدر من الفعل المذكور (أخشاه) ، حيث عطفت جملته على الجملة الفعلية (لا أحمل) ، فرجح نصب الاسم المشغول عنه المتقدم.
__________________
ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بدفء. أو فى محل نصب ، حال منه ، أو متعلق بما تعلق به الخبر إذا جعلت (لكم) خبرا ، أو خبرا مقدما. (دفء) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال من الأنعام. (ومنافع) الواو : حرف عطف ، منافع : معطوف على دفء مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ومنها) الواو : حرف عطف مبنى. منها : جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالأكل. (تأكلون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى في محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل نصب بالعطف على الجملة السابقة.
(١) ينظر : الكتاب ١ ـ ٨٩ / البسيط فى شرح جمل الزجاجى ٢ ـ ٦٥٨.
(٢) الكتاب ١ ـ ٨٩ / معانى القرآن للأخفش ١ ـ ٧٩ / الرد على النحاة ١٠٧ / شرح ابن يعيش ٧ ـ ١٠٥ / شرح جمل الزجاجى لابن عصفور ١ ـ ٤١٤ / شرح التصريح ٢ ـ ٣٦.
جملة (لا أحمل) فى محل نصب ، خبر أصبح. جملة جواب شرط (إن) محذوفة دل عليها ما سبق ....
وكذلك جواب (إن) فى البيت الثانى. شبه جملة (به) متعلقة بالمرور. (وحدى) حال منصوبة بالفتح المقدر ، منع من ظهوره اشتغال المحل بكسرة ضمير المتكلم. جملة (أخشى الريح) معطوفة على جملة (الذئب).