عليٌّ هزّم الأبطالَ لمّا |
|
رأوا في كفِّهِ بَرْقَ الحُسامِ |
ما يتبع الشعر
هذه القصيدة رواها شيخ الإسلام الحمّوئي في الباب الثامن والستّين من فرائد السمطين (١) ، بإسناده عن الحافظ الكبير أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن محمد بن إبراهيم النطنزي ، مصنِّف كتاب الخصائص العلويّة على سائر البريّة ، قال : أنبأنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي بقراءتي عليه ، قال : أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم ، قال : أنبأنا أبو الشيخ ، قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن معدان ، حدّثنا محمد بن زكريّا ، حدّثنا عبد الله بن الضحّاك ، حدّثنا هشام بن محمد ، عن أبيه ، قال :
اجتمع الطرمّاح الطائي ، وهشام المرادي ، ومحمد بن عبد الله الحميري عند معاوية بن أبي سفيان ، فأخرج بدرةً فوضعها بين يديه ، وقال : يا معشر شعراء العرب قولوا قولكم في عليِّ بن أبي طالب ، ولا تقولوا إلاّ الحقَّ ، وأنا نفيٌّ من صخر بن حرب إن أعطيت هذه البدرة إلاّ من قال الحقَّ في عليّ.
فقام الطرمّاح وتكلّم في عليّ ووقع فيه ، فقال له معاوية : اجلس فقد عرف الله نيّتك ، ورأى مكانك. ثمّ قام هشام المرادي فقال أيضاً ووقع فيه ، فقال له معاوية : اجلس مع صاحبك فقد عرف الله مكانكما. فقال عمرو بن العاص لمحمد بن عبد الله الحميري وكان خاصّا به : تكلّم ولا تقل إلاّ الحقَّ ، ثمَّ قال : يا معاوية قد آليتَ أن لا تعطي هذه البدرةَ إلاّ من قال الحقَّ في عليّ. قال : نعم ، أنا نفيٌّ من صخر بن حرب إن أعطيتُها منهم إلاّ من قال الحقَّ في عليّ. فقام محمد بن عبد الله فتكلّم ثمّ قال : بحقّ محمد قولوا بحقّ ... القصيدة.
فقال معاوية : أنت أصدقهم قولاً ، فخذ هذه البدرة.
__________________
(١) فرائد السمطين : ١ / ٣٧٥ ح ٣٠٥.