وثاني أَمره الحسنُ المرجّى |
|
له بيتُ المشاعر والمقامُ |
وثالثهُ الحسينُ فليس يخفى |
|
سنا بدرٍ إذا اختلط الظلامُ |
ورابعُهم عليٌّ ذو المساعي |
|
به للدين والدنيا قِوامُ |
وخامسُهمْ محمدٌ ارتضاهُ |
|
له في المأثُراتِ إذن مَقامُ |
وجعفرُ سادسُ النجباء بدرٌ |
|
ببهجتِهِ زها البدرُ التمامُ |
وموسى سابعٌ وله مقامٌ |
|
تقاصَرُ عن أدانيهِ الكرامُ |
عليٌّ ثامنٌ والقبرُ منه |
|
بأرضِ الطوسِ إن قَحَطوا رِهامُ (١) |
وتاسعُهمْ طريدُ بني البغايا |
|
محمدٌ الزكيُّ له حُسامُ |
وعاشرُهمْ عليٌّ وهو حصنٌ |
|
يحِنُّ لفقده البلدُ الحرامُ |
وحادي العَشْر مصباحُ المعالي |
|
منيرُ الضوء الحسنُ الهمامُ |
وثاني العَشْر حان له القيامُ |
|
محمدٌ الزكيُّ به اعتصامُ |
أولئك في الجِنان بهم مَساغي |
|
وجيرتيَ الخوامس والسلامُ |
نقد أو إصحار بالحقيقة :
قال الدكتور طه حسين المصري في ذكرى أبي العلاء (٢) (ص ٣٥٨) : التناسخ معروف عند العرب منذ أواخر القرن الأول ، والشيعة تدين به وببعض المذاهب التي تقرب منه كالحلول والرجعة ، وليس بين أهل الأدب من يجهل ما كان من سخافات الحميري وكثير في ذلك. انتهى.
كنت لا أعجب لو كان هذا العزو المختلق صادراً ممّن تقدّم طه حسين من بسطاء الأعصُر الخرافيّة الذين قالوا وهم لا يشعرون ، وجمعوا من غير تمييز ، وألّفوا لا عن تنقيب ، وعزَوا من دون دراية. لكن عجبي كلّه من مثل هذا الذي يرى نفسه
__________________
(١) الرِّهْمة : المطر الخفيف الدائم والجمع رهم ورهام. (المؤلف)
(٢) ذكرى أبي العلاء ، المطبوع ضمن المجموعة الكاملة : ١٠ / ٢٩٣.