موكب الشعراء
فمن هنا وهنا جاء بيمن السنّة والكتاب ، من الصحابة الواكبين على الشعر مواكب بعين سيِّدهم نبيِّ العظمة كالأسود الضارية تفترس أعراض الشرك والضلال ، وصقور جارحة تصطاد الأفئدة والمسامع ، وتلك المواكب كانت ملتفّة حوله في حَضَرِه ، وتسري معه في سفره ، ورجالها فرسان الهيجاء ، ومعهم حسام الشعر ونَبل القريض ، يجادلون دون مبدأ الإسلام المقدّس ، ويجاهدون بألسنتهم في سبيل الله ، وفيهم نظراء :
العبّاس عمّ النبيّ ، كعب بن مالك ، عبد الله بن رواحة ، حسّان بن ثابت ، النابغة الجعدي ، ضرار الأسدي ، ضِرار القرشي ، كعب بن زهير ، قيس بن صَرمة ، أميّة بن الصلت (١) ، نُعمان بن عَجلان ، العبّاس بن مرداس ، طُفَيْل الغَنَوي ، كعب بن نمط ، مالك بن عوف ، صَرْمة بن أبي أنس ، قيس بن بحر ، عبد الله بن حرب ، بُجير (٢) ابن أبي سلمى ، سراقةُ بن مالك.
وقد أخذت هذه الروح الدينيّة بمجامع قلوب أفراد المجتمع ، ودبّت في النفوس
__________________
(١) لم نعثر على شاعر يحمل هذا الاسم في عصر صدر الإسلام ، وأمّا أميّة بن أبي الصلت فهو شاعر جاهلي متحنّث أدرك الإسلام ولم يسلم ، وتوفّي في الطائف سنة (٥ ه).
(٢) بُجير ـ بالجيم مصغّراً ـ بن زهير بن أبي سلمى ، أسلم قبل أخيه كعب بن زهير. الإكمال لابن ماكولا : ١ / ١٩١. (الطباطبائي)