نحبه شهيداً يوم أُحد ، وأمّا أنا فأنتظر أشقاها ، يخضب هذه من هذه ـ وأشار إلى لحيته ورأسه ـ عهد عهده إليَّ حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم».
٥ ـ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١).
أخرج أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره (٢) بإسناده عن أبي ذرّ الغفاري قال : أما إنّي صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً من الأيام الظهر ، فسأل سائلٌ في المسجد فلم يعطه أحدٌ شيئاً ، فرفع السائل يديه إلى السماء ، وقال : اللهمَّ اشهد أنّي سألت في مسجد نبيِّك محمد صلى الله عليه وسلم فلم يعطِني أحدٌ شيئاً ، وكان عليّ عليهالسلام في الصلاة راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى وفيه خاتم ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بمرأى من النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إلى السماء ، وقال :
«اللهمَّ إنَّ أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٣) فانزلت عليه قرآناً (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما) (٤) اللهمَّ ، وإنّي محمد نبيّك وصفيّك ، اللهمَّ واشرحْ لي صدري ، ويسِّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، عليّا أشدد به ظهري».
قال أبو ذر رضى الله عنه : فما استتمَّ دعاءه حتى نزل جبرئيل عليهالسلام من عند الله وقال : يا محمد اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية.
__________________
(١) المائدة : ٥٥.
(٢) الكشف والبيان : الورقة ١٨٠ سورة المائدة : آية ٥٥.
(٣) سورة طه : ٢٥ ـ ٣٢.
(٤) القصص : ٣٥.