الآية
(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٩))
التّفسير
الصّم والبكم :
مرّة أخرى يعود القرآن ليتطرق إلى المنكرين المعاندين ، فيقول : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ) فهم لا يملكون آذانا صاغية لكي يستمعوا إلى الحقائق ، ولا ألسنا ناطقة بالحقّ توصل إلى الآخرين ما يدركه الإنسان من الحقائق ، ولمّا كانت ظلمات الأنانية وعباده الذات والمعاندة والجهل تحيط بهم من كل جانب ، فهم لا يستطيعون رؤية وجه الحقيقة ، ولذلك فهم محرومون من النعم الثلاث التي تربط الإنسان بالعالم الخارجي أي السمع والبصر والنطق).
يرى بعض المفسّرين أنّ المقصود بالصمّ هم المقلّدون الذين يتبعون قادتهم الضالين دون اعتراض ، ويصمون آذانهم عن سماع دعوات الهداة الإلهيين ، وإنّ المقصود بالبكم هم أولئك القادة الضالون الذين يدركون الحقائق جيدا ، ولكنّهم حفاظا على مصالحهم ومراكزهم الدنيوية ـ يكمون أفواههم ، ولا ينطقون بالحقّ ،