ملاحظات
١ ـ حرية الارادة هي أساس خلق الإنسان ودعوة جميع الأنبياء ، وأساسا لا يستطيع الإنسان بدونها ان يخطو ولو خطوة واحدة في مسير التكامل «التكامل الانساني والمعنوي» ولهذا فقد اكّدت آيات متعددة على انّه لو شاء الله ان يهدي الناس بإجباره لهم جميعا لفعل ، لكنّه لم يشأ.
فيما يتعلق بالله هو الدعوة الى المسير الحق وتعريف الطريق ووضع العلامات ، والتنبيه ، على ما ينبغي الحذر منه وتعيين القائد للمسيرة البشرية والمنهج فحسب.
يقول القرآن الكريم : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) (١) كما يقول ايضا (إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (٢) ويقول في سورة الشمس : (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) (٣) ونقرا ايضا في سورة الدهر الآية (٤) : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) فعلى هذا فإنّ الآيات محل البحث من أوضح الآيات التي تؤكّد على حرية الارادة ونفي مذهب الجبر ، وتدل على انّ التصميم النهائي هو بيد الإنسان.
٢ ـ في الهدف من الخلق والوجود ، في آيات القرآن بيانات مختلفة ، وفي الحقيقة يشير كل واحد منها الى بعد من ابعاد هذا الهدف ، من هذه الآيات (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٤) اي ليتكاملوا في مذهب العبادة وليبلغوا أعلى مقام للانسانية في هذا المذهب.
ونقرا في مكان آخر (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ
__________________
(١) الليل ، ١٢.
(٢) الغاشية ، ٢١.
(٣) الشمس ، ٨.
(٤) الذاريات ، ٥٦.