٣ ـ يوم لا بيع فيه ولا خلال
من المعلوم انّ يوم القيامة هو يوم استلام النتائج ومتابعة جزاء الأعمال ، وبهذا الترتيب لا يستطيع احد هناك ان ينجو من العذاب بفدية ، حتّى لو افترضنا انّه ينفق جميع ما في الأرض فإنّه لا يمكن ان يمحو ذرّة من جزاء اعماله ، لانّ صحيفته في «دار العمل» اي الدنيا مليئة بالاخطاء والذنوب وهناك «دار الحساب».
وكذلك لا تستطيع العلاقة المادية للصداقة مع اي شخص كان ان تنجيه من العذاب ، وبعبارة اخرى : انّ الإنسان غالبا ما يلجأ الى المال او الواسطة (الرشوة ، العلاقات) في نجاته من المصاعب في هذه الدنيا ، فإذا كان تصوّرهم انّ الآخرة كذلك فهذا دليل وهمّهم وجهلهم.
ومن هنا يتّضح انّ نفي وجود الخلّة والصداقة في هذه الآية لا يتنافى مع صداقة المؤمنين بعضهم لبعض في الآخرة والتي اشارت إليها بعض الآيات ، لانّها صداقة مودّة معنوية في ظلّ الايمان.
وامّا مسألة «الشفاعة» فقد قلنا كرارا انّها تخلو من اي مفهوم مادّي ، بل بالنظر الى ما صرّحت به بعض الآيات فإنّها في ظلّ العلاقات المعنوية وصلاحية البعض بسبب اعمال الخير (وقد شرحنا هذا الموضوع في ذيل الآية ٢٥٤ من سورة البقرة).
٤ ـ كلّ الموجودات تحت امرة الإنسان!
نواجه في هذه الآيات مرّة اخرى تسخير مختلف الموجودات في الأرض والسّماء للإنسان ، وقد قسمت الى ستّة اقسام : تسخير الفلك ، والأنهار ، والشمس ، والقمر ، والليل ، والنهار. ونرى انّ قسما من هذه المسخّرات من السّماء ، وقسما آخر من الأرض ، وقسما ثالثا من الظواهر بين الاثنين (الليل