أحيانا ـ هذه النعمة بوجود النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأحيانا أخرى بالأئمة عليهمالسلام ، وفسّروا الكافرين بهذه النعمة «بني اميّة» و «بني المغيرة» مرّة ، ومرّة اخرى جميع الكفّار الذين عاصروا عهد النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكن من المسلّم به انّ للآية مفهوما أوسع من هذا ، وليس مختصّا بمجموعة معيّنة ، بل تشمل جميع الافراد الذين يكفرون بالنعم الالهيّة.
وتثبّت الآية ضمنا هذه الحقيقة ، وهي انّ الاستفادة من وجود القادة العظام تعود لنفس الإنسان ، كما انّ الكفر بهذه النعمة العظيمة يؤدّي الى الهلاك والبوار.
ثمّ انّ القرآن الكريم يفسّر دار البوار بقوله تعالى : (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ)(١).
ثمّ يشير في الآية الاخرى الى واحدة من أسوإ انواع كفران النعم (وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) لكي يستفيدوا عدّة ايّام من حياتهم الماديّة ومن رئاستهم وحكومتهم في ظلّ الشرك والكفر لإضلال الناس عن طريق الحقّ.
ايّها النّبي (قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ).
فحياتكم هذه شقاء ورئاستكم فاسدة ، ومع ذلك فانّها تعدّ حياة لذيذة وسعيدة بالنسبة للنهاية التي تنتظرهم ، كما نقرا في آية اخرى (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ). (٢).
* * *
بحوث
١ ـ يقال في العبارات الدارجة : انّ الشخص الفلاني كفر بنعمة الله ، ولكن الآية أعلاه تقول : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) انّ هذا التعبير الخاص يدلّ على
__________________
(١) «يصلون» من «الصلي» بمعنى الاشتعال والاحتراق بالنار.
(٢) الزمر ، ٨.