أحمد بن هطال التلمساني وأبو عبد الله السيد محمد الغزلاوي وماتا معا يوم فرطاسة في ربيع الأول سنة تسعة عشر من القرن الثالث عشر في قصة ابن الشريف الدرقاوي الحارك على الباي مصطفى بن عبد الله العجمي باي وهران (١).
والشريف الوادفلي السيد الحاج محمد بن البشير أحد شرفاء الواد المبطوح (٢) وصهره السيد الغوثي ، والخوجة السيد مسلم ابن عبد القادر
__________________
(١) معظم هؤلاء لم نجد من ترجم لهم ، ما عدا أحمد بن هطال التلمساني الذي كان كاتبا خاصا للباي محمد بن عثمان الكبير ، ورافقه في حملته التفقدية التأديبية إلى الأغواط ، وعين ماضي عام ١١٨٩ ه (مارس ١٧٧٥ ـ فيفرى ١٧٧٦ م) ، ودوّن أحداث تلك الرحلة في كتاب سماه : رحلة الباي محمد بن عثمان الكبير ، حققها ونشرها محمد بن عبد الكريم في بيروت عام ١٩٧٢ م. وذهب رسولا من قبل الباي إلى فاس صحبة أحد القضاة بهدية إلى السلطان محمد بن عبد الله ، وكلف بالذهاب إلى جبل طارق لشراء الأسلحة والذخائر من التجار والوسطاء الإنجليز واليهود ، والمغاربة ، وعاد بكميات هائلة. وقد قتل ابن هطال في معركة فرطاسة ضد الشريف الدرقاوي الثائر في ربيع الأول ١٢١٩ ه (جوان جويلية ١٨٠٤) وذلك بين غليزان وتيارت. وسميت بواد الأبطال تخليدا للمعركة ، وسماها الفرنسيون أوزي لودوك : Uzes le Duc وبعد استعادة الاستقلال الوطني عام ١٩٦٢ استرجعت اسمها : واد الأبطال.
(٢) الواد المبطوح يقع جنوب غرب مدينة سيق الفلاحية على بعد خمسين كلم من شرق مدينة وهران. ويسمى في منابعه بواد مكره ، وأقيم عليه سد الشرفاء لتزويد سيق بمياه الشرب ، والحقول والبساتين بمياه السقي. والحاج محمد البشير الذي يشير إليه ينتمي إلى أسرة من شرفاء تلمسان الأدارسة هاجروا إلى عين سمرة لمدة أربع وعشرين عاما بسبب حروبهم مع بني زيان. ثم رحلوا إلى واد المبطوح حسب رواية أحمد العشماوي في كتابه : السلسلة الوافية والياقوتة الصافية. وهم أصحاب علم ، وفضل ، وجاه ، لهم زاوية طيبية.
ومن مشاهير صلحائهم : جدهم الأول العربي بن عبد القادر بن بوزيان ، والحاج محمد البشير المشار إليه ، وأبناؤه وأحفاده : الحاج الطيب ، والحاج البشير الذي كان قاضيا ، والحاج عبد القادر ، وبن عبد الله والحاج علي الأزهري الذي درس بالأزهر ، وتصدى للتدريس في الجامع الأعظم بسيق سنوات طويلة ، والحاج المنور بن البشير ، الذي توفي بسيق عام ١٣٤٤ ه (١٩٢٥ ـ ١٩٢٦ م). وقد توارث علماء هذه العائلة العلم والتقوى. انظر ـ