ومنهم بوقتنا الذي هو العام السابع من القرن الرابع عشر أستاذ الاخوان والياقوت البرهان ، فائق البراعة ، وجزيل الفصاحة والبراعة ، مفتيها وخطيبها ذو الإنصاف والإحسان أبو الحسن السيد علي بن عبد الرحمان ، الجزائري وجارا الوهراني دارا ، العبّاسي نجارا (١) ولما حل بها أتحف جامعها الأعظم غاية الإتحاف ورونقه بالفرش المختلفة الألوان والأنواع وأغناه حتى صار لا يسئل الإلحاف. وطهره من الأدناس وسائر المناكب ، بعد أن وقع في زوايا الإهمال ونسجت بجميعه العناكب. فعاد بفضل الله مبتسما ضاحكا ، وأضاء منه ما كان ديجورا حالكا ، وعلا بمنارته جهير الصوت بالأذان ، ونادى بقوله هلموا للطاعة والعبادة في الأوقات الخمس والجمعة والعيدين يا أهل الإيمان ، فلله درّه من ماهر ومربّي سنّي باهر.
ومنهم شيخنا الفاضل الماجد ، العالم الفاضل الزاهد ، من هو بحفظ الأوقات للعبادة شديد المراصد ، قدوة السالكين ، وبقية الأيمة الناسكين ، المدرس المضيف / الحافظ الضابط الموثّق المؤلف الشريف الحسني الصمداني (ص ٣٧) الربّاني ، العلّامة السيد محمد بن يوسف الزياني. فهو معدود في أعيان علماء المخزن وإن كان من جملة علماء وهران وبها قد سكن (٢).
__________________
ـ عبد القادر بالقتل لتعاونه مع الأعداء الفرنسيين ، ونفذ فيه القتل بمدينة معسكر ، رغم أنه درس عليه على ما قيل أما باقي العلما فلم نجد من ترجم لهم حاليا.
(١) عام ١٣٠٧ ه يوافقه : أوت ١٩٨٩ ـ أوت ١٨٩٠ م. والعباسي نجارا يقصد به أن أصله من مدينة سيدي بلعباس. وكان مفتيا بمدينة وهران خلال عهد الاحتلال الفرنسي ، وتراسل معه الشيخ محمد بن يوسف الزياني ، ولغاية عام ١٣٢٠ ه (١٩٠٣ م) كان ما يزال حيا.
(٢) هو مؤلف كتاب دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران ، الذي ينتمي إلى أسرة علمية من الأسر المخزنية بنواحي مدينة برج عياش التي عرفت ببرج ولد المخفي ، ثم بالبرج أخيرا ، في شرق مدينة معسكر ، وكان عمه أحمد بن يوسف الزياني قد تولى منصب المستشار للداي إبراهيم الملياني عام ١١٧٠ ه (١٧٥٦ ـ ١٧٥٧ م). أما هو فقد تولى خطة القضاء بمدينة البرج نفسها عام ١٨٦١. ثم نقل إلى وادي تليلات عام ١٨٨٣ م قرب وهران ، وبعد ذلك نقل إلى سيق لنفس الوظيفة وحتى عام ١٣٢٠ ه (١٩٠٢ ـ ١٩٠٣ م) كان ما يزال حيا حسب رواية الشيخ المهدي البو عبدلي الذي اطلع على ـ