مخالفا على ابن أخيه منصور بن بلكين ظهير الشيعة فنقض أمر الشيعة ومال للمروانيين وغلب على تلمسان ووهران ومازونة وتمزغران (كذا) ومستغانيم ، والبطحا ، وتنس ، وشلف ، وشرشال ، ووانسريس ، ومليانة ، وكثير من بلاد الزّاب ، وخطب للمؤيد وحاجبه وبعث لهما بالبيعة والهدية وذلك سنة سبع وسبعين وثلاثمائة (١) فبعث له المنصور بالعهد على ما بيده من البلاد وصارت وهران في حكمه ودار ملكه وبقي نحو الشهرين ورفض دعوة الأمويين ومال للشيعة فبلغ المنصور أمره فبعث فورا لزيري بن عطية المغراوي المذكور بالعهد على بلاد أبي البهار وأمره بقتاله فسار له بجيوش كثيرة وفرّ أبو البهار هاربا بنفسه فلحق بابن أخيه وترك المغرب لزيري الخزري فرجعت له وهران كأول مرة فاتسع عند ذلك سلطانه وامتدّ ملكه من سوس الأقصا إلى الزاب ، وكتب بالفتح للمنصور وبعث له صحبة الكتاب بهدية عظيمة من جملتها قطط الزبد ثم اللمط ، والزرفة وغيرهم ، فسرّ المنصور بذلك كثيرا وكتب له بالجواز عنده فجاز في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة (٢) فأوسع له المنصور ولأصحابه في الجوائز / وأعطاه مالا (ص ٥٠) عظيما ، وهدايا كثيرة ولقّبه بالوزارة فرجع لأهله كارها لذلك ومستقللا للعطايا ونهر من قال له يوما يا وزير وقال له ما أنا إلّا أمير وابن أمير ، فو الله لو ألقى المنصور رجلا بالأندلس ما تركه على حاله يراه ، تسمّع بالمعيد خير من أن تراه ، ثم وضع يده على رأسه وقال له يا هذا الراس الآن علمت أنك لي ، وكان في حال جوازه للأندلس وجد يدو بن يعلا اليفريني فرصة للمغرب فزحف بجنوده لفاس ودخله في ذي القعدة سنة اثنين وثمانين وثلاثمائة (٣) ولما سمع به زيري جدّ السير له إلى أن وصله فقاتله كثيرا واتصلت بينهما حروب عظيمة وصار كل من غلب منهما دخل فاسا إلى أن ظهر به زيري في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة (٤) فقتله وبعث برأسه للمنصور فلم يبق له بالمغرب منازع وهابته الملوك. ويدّو بن يعلا هو القائل للنصور لما استدعاه للقدوم عنده : حمر الوحش لا تقاد للبيطار.
__________________
(١) الموافق ٩٨٧ ـ ٩٨٨ م.
(٢) الموافق ٩٩١ ـ ٩٩٢ م.
(٣) الموافق ٩٩٢ ـ ٩٩٣ م.
(٤) الموافق ٩٩٣ ـ ٩٩٤ م.