عليه العبيديون دخل لبني عبد الوادي القاطنين بصحراء تلمسان فأصهر فيهم وعقب عقبا مباركا فشا فيهم حتى زاد عليهم بخلاف أعقاب الأدارسة فإنهم كانوا (ص ٩٣) يلتقون بغمارة الريف. / وخالفه في ذلك بغية الرواد بقوله إنه لما قتل المنصور بن أبي عامر المعافري الحسن بن أبي كانون آخر ملوك الأدارسة بالمغرب افترقت الأدارسة في البلاد. فكان القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس ممّن توجه إلى الصحراء فانضاف إلى بني عبد الوادي فأكرموا نزوله وعظموا قدره وحكّموه بينهم فتزوّج فيهم وأنسل نسلا كثيرا والله أعلم بحقيقة الأمر. فبان لك بهذا أن القاسم من ولد عبد الله الكامل بلا خلاف وإنما الخلاف هل هو من ولد إدريس ابن عبد الله أو من ولد أخيه سليمان بن عبد الله. وسليمان هو الذي ملك المغرب الأوسط ، وإدريس هو الذي ملك المغرب الأقصا (كذا) ه. قال الحافظ أبو راس في تواريخه : والقول بأن سليمان بن عبد الله الكامل هو الذي جاء للمغرب غير صحيح والصحيح أن الذي جاء له هو ابنه محمد بن سليمان وهو الذي ملك المغرب الأوسط ، ووهم التنسي في قوله دخلها سليمان وملكه أهل تلمسان عليهم لأن سليمان استشهد بوقعة فخ التي قتل فيها جعفر بن يحيى البرموكي (كذا) بأمر الرشيد. الأشراف وقبورهم مشهورة بين التنعيم ومكة المشرّفة مع ضريح ابن عمر رضياللهعنهم. ومن أولاد سيدي محمد هذا بنو العيش ملوك رشقون ، وبنو إبراهيم ملوك أتنس. وإلى إبراهيم هذا ينسب السوق الذي هو غربي العروسي حيث مكب واد أسلي في شلف. ومنهم حمزة وأخوه علي ملوك الأبيرة (١) بإزاء جرجرة جبل زواوة وبحمزة سميت تلك الأراضي إلى الآن ه.
(ص ٩٤) قال صاحب بغية الرواد : فبنو القاسم هذا هم / الذين حازوا الشرف وكرم الأبوة وفخر الملك القديم والحادث (كذا). ولا يسمح للطّعن في هذا النسب الكريم لأنه من الشهرة بالآفاق والفشو في القبائل والأجداد في الغاية بحيث لا يحجبه بعد دار ولا يجحده عدو ولا بار ، وفي المشهور من مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضياللهعنه ثبوت النسب بمجرد الشهادة من غير معرفة أحوالها. وحكى الباجي في منتقاه وغيره من المتأخرين أن شهادة السماع
__________________
(١) يقصد مدينة البويرة شرق مدينة الجزائر ، التي تدعى ببرج حمزة كذلك.