بسبب الولي أبي زيد عبد الرحمن الهزميري جاء من أغمات ليوسف بن يعقوب المريني شفيعا فأبى فذهب الشيخ مغاضبا وقال يأتي سعاذا (؟) يقضي هذاء وانصرف للمغرب فدخل عليه سعادة غلام العلامة أبي علي الملياني الذي قتله يوسف ابن يعقوب فألفاه (كذا) نائما وقد ألقى الله في قلبه طلب الثأر فوجأه بسكين في بطنه فبلغ الخبر الهزميري وهو بفاس فقال له خديمه نرجع لبلدنا فقال الشيخ وعبد الرحمن يموت فمات لأيام قلائل ودفن بفاس بروضة الأنوار. وأول ما بدأ به أبو حمّ هدم المنصورة وأصلح ما ثلم من تلمسان وبنى الأسوار وحفر الخناديس والأهرية وملأها طعاما وإيداما وحطبا وفحما وملحا وجميع ما يحتاج إليه بما لا حدّ له (ص ١٠٢) ثم استقبل بالتمهيد وتتبع الحركات بنفسه / على تجين ومغراوة وسائر المخالفين أيام الحصار وحرك عليه أبو سعيد المريني إلى أن بلغ وجدة ففرّ عنه أخوه يعيش لتلمسان فرجع وثار عليه راشد بن راشد المغراوي بشلف فنهض له وفر راشد لزواوة واستعصم بها فنازله أبو حمّ بوادي تمهل وبنى به قصره المعروف به (١) ففرّ راشد لبني أبي سعيد وانحاز للموحدين فبعث له جيشين عظيمين أحدهما لنظر مسعود بن أبي عامر الزياني والآخر لنظر موسى بن علي الغزّى فاستباحوا أبل قسنطينة وحصل التنافس بين الرؤساء كادت تبين الفتنة وعزل عامل مليانة وبعث به لتلمسان فاستقبح ابنه أبو تاشفين سجن خاله وأمره بالمسير للأمير فغضّ بصره ففر للمدية وثار بها وتبعه الغوغاء فرجع أبو حمّ مغاضبا على ابنه وصار يؤثر عليه مسعود بن أبي عامر بن عمه فأغرا (كذا) أبا تاشفين خواصّه بقتل المسعود وأبيه فقتلهما. وكان أبو حمّ محبا للعلماء والعلم وهو الذي بنى المدرسة المعروفة لابني الإمام وأعطى بلاد تجين للحشم فصلا بينه وبينهم.
ثم ابنه أبو تاشفين ، فاستولى على البدو والحضر ، واستخدم ربيعة ومضر وتولّع بتبييض الدور ، وبنى (كذا) القصور ، ونهض لخاله محمد بن يوسف الثائر على أبيه والموجب لقتله فحاصره ، بوانسريس إلى أن أخذه عنوة وقتله وعفا عن غيره ، ثم زاد لبجاية فأخذ رياحا أخذة رابية وأمر قائده موسى بن علي ببناء مدينة
__________________
(١) وهو الذي تحول إلى قرية عمي موى حاليا بين واد رهيو والشلف.