وقال علمهما عند ربي. قال الحافظ أبو راس في عجائب الأسفار : ويقال أن الجامع الذي بتلمسان القديمة بناه مولانا إدريس الأكبر وعمل له المنبر. وبالقديمة ضريح الشيخ داوود بن نصر أول من شرح البخاري توفي في آخر القرن الرابع (١). وحروبه مع زناتة والعرب أمر لا يحصى ولا يصدر من أحد لشرف همته ، فقد قال صاحب بغية الرواد : له في العرب وحدهم اثنان وسبعون غزوة ومثلها مع تجين (كذا) ومغراوة. ولما حل الأمير أبو إسحاق الحفصي بتلمسان لطلب ملكه بتونس سنة ثمان وسبعين من السابع (٢) زوّج إحدى بناته المقصورات في خيام الخلافة لولد يغمراسن عثمان ثم بعد تمهد الملك له بعث يغمراسن ابنه إبراهيم المكنى بأبي عامر ليأت (كذا) بها فلما رجع بها لقيه يغمراسن بمليانة للتنويه ببنت سلطان تونس ولما نزلوا برهيو مات سنة إحدى وثمانين من السابع (٣) وحمل لتلمسان فدفن بها.
ثم ابنه أبو سعيد عثمان باتفاق الملأ من بني عبد الوادي فشمّر في غزو الأعادي ذيله حتى أقام من كل ذي زيغ ميله ، فقتل ابن عبد القوي ملك تجين وانتزع لهم وانسريس والمدية وأخذ مازونة وتنس وفرشك (٤) من يد مغراوة / وهرب (ص ١٠١) مالكهم راشد بن منديل في البحر ، وقطع ملكهم. غير أن الحافظ أبو راس قال في عجائب الأسفار : قد رأيت راشدا بن منديل مذكورا في نحو السّبع من الثامن وزاد عثمان لبجاية فخربها وغزى (كذا) العرب فأجلاهم للصحراء وحرك عليه يوسف بن عبد الحق المريني خمس مرات كان الحصار صادر منه في الخامسة لتلمسان ثمان سنين وثلاثة أشهر ، وبنا (كذا) المنصورة وتوفي أبو سعيد في الحصار. ثم ابنه أبو زيان محمد بن أبي سعيد ونهض لحرب عدوه غير أنه عاجلته المنية في أثناء الحصار لمرض اعتراه.
ثم أخوه أبو حمّ (٥) موسى بن عثمان وفي وقته حصل الفرج وزال الحصار
__________________
(١) الموافق أول القرن ١١ م.
(٢) الموافق ١٢٧٩ ـ ١٢٨٠ م.
(٣) الموافق ١٢٨٢ ـ ١٢٨٣ م.
(٤) الصحيح برشك بالباء وليس بالفاء قرية بين تنس وشرشال على ساحل البحر.
(٥) أبو حمو يكتب بالواو بعد الميم ولكن المؤلف يهمل الواو دائما.