وهو ممتنع فقال بعض وزارئه قد حصل المقصود فانصرف لعل الله ييسر رؤيته في غير هذا الوقت فقال يغمراسن والله لا أنصرف حتى يرضى عنا فلما رأى منهم أنهم يئسوا من لقائه برز لهم وقال يا يغمراسن ، أما تعلم وقوف ذي الحاجات (ص ٩٩) ببابك وما يجدونه من الانكسار ومدافعة الحرس لطول / احتجابك عنهم وإنما جعلت لك ذلك للتيقظ من غفلتك فصار يغمراسن يتملّق بين يديه ويتعذّر له والشيخ في كل ذلك منقبض عنه وقد ألقى الله في قلب يغمراسن وجنده من هيبة الشيخ ما لا يوصف. ثم أنه خلا به وقال له أما كفاك ما ترتكب من الأعمال الخبيثة جمعت بين علجتين وهما أختان فتبّا للذّة تصيّر صاحبها إلى النار فقبّل عند ذلك السلطان أقدام الشيخ وقال أنا تائب لا أعود هذا. ثم التفت الشيخ لأخيه يحيى وقال لهءاتيهم بطعام فبعد ساعة قرب لهم طعاما جيّدا ولحما سمينا فرمى الشيخ ذلك وقال تطعم الزيار (كذا) خبز الشعير وتطعم الأمير ما أرى ، فقال يغمراسن إن لم يطب خاطرك لم نأكله فقال لا بل كولوا على بركة الله. ثم قال لأخيه أنت معذور تحتاج لما بيد يغمراسن لأنك لك ذرية بكلامه الزناتي فلما أكلوا انبسط الشيخ وقال من تولي عهدك فقال هذا وأشار لولده محمد فقال له الشيخ الرعية لا تحتاج للفقيه الحاذق الكيس لأن الفقيه مجبول على جمع المال يقول للدرهم درهمان فقال له السلطان ومن ترى فقال هذا وأشار لولده عثمان فسرّ يغمراسن ببقاء الملك في عقبه فلما هم بالانصراف قال الشيخ لأحد ولدي يغمراسن ألم توصك أمك أن تأتيها بحجاب أكتبه لك فقال نسيت وقبّل يده فقال الشيخ يا سيدي عزّوز ناوله إياه فناوله فحينئذ أوصي الشيخ يغمراسن بالرفق بالرعية وقال له يغمراسن كل راع مسؤول عن رعيته. وسيدي واضح هذا هو (ص ١٠٠) الذي تسمى عليه جد سيدي أبي عبد الله محمد المغوفل / بن محمد بن واضح بن عثمان بن محمد بن عيسى بن فكرون المغراوي سمّاه عليه والده لكونه تلميذه وتوفي سيدي واضح بن عثمان المغراوي سنة ست وخمسين وثمانمائة (١) كما في ذيل الديباج للشيخ أحمد بابا. ويغمراسن هو الذي بنا (كذا) الصومعتين بالجامعين الأعظمين من أقادير ، وتلمسان. ولم يكتب اسمه عليهما
__________________
(١) الموافق ١٤٥٢ ـ ١٤٥٣ م.