سيرته أن يقرأ الكتابا |
|
ويذكر العلوم والآدابا |
يقوم للصلاة ثلث الليل |
|
وما له عن ورده بميل |
(ص ١١٠) إلى آخر الأبيات السبعة والعشرين وشرع في تمهيد المغرب ففتح / بلاده من أقصى سوس إلى وجدة وفتح مراكش وقطع ملك الموحدين ومحا أثرهم وجاز للأندلس فدوّخها وملك بها ما يزيد على خمسين قصرا ما بين مدن وحصن كمالقة ورندة والخضراء ، وطريف ومربات وأشبونة وما بين ذلك من الحصن والقرى والبروج وخطب له على جميع منابر الغرب فهو أول ملك حما (كذا) الإسلام من بني مرين ونزل في سنة ثمان وخمسين من السابع بتازة (١) يستنشق ريح يغمراسن فبلغه الخبر بأن النصارى دخلوا مدينة سلا غدرا ووضعوا السيف في رقاب أهلها فجدّ السير لها يومه وليلته إلى أن أدرك المسلمين وخلّصهم من العدوّ وأطرد العدو منها وبنا عليها (كذا) السّور وغزى (كذا) مراكش سنة ستين من السابع (٢) فحاصرها شديدا وغلق أميرها المرتضى على نفسه ثم خرج منها ووقعت بينهما حروب عظيمة قتل فيها عبد الله ولد المريني فارتحل عنها. وفي ذلك قال أبو فارس عبد العزيز في أرجوزته :
في عام ستّمائة وستين |
|
سار المراكش سلطان مرين |
فوقف المنصور بجليز |
|
مبرزا بأحسن التبريز |
وعاد فيها المرتضى محصورا |
|
ذا أرق في قصره مقصورا |
ودارت الأعراب بالأسوار |
|
واعتمدوا فيها على الإحصار |
(ص ١١١) وضيّق على أبي دابوس بمراكش شديدا ولما أيقن بعدم النجدة / استصرخ بيغمراسن فشن الغارات على أطراف الغرب فرجع إليه المريني ووقع المصاف بوادي تلاغ الغربي وحصلت الحرب العظيمة بينهما من الضحى للظهر فرجعت الدائرة على يغمراسن فهزم وقتل أكبر أولاده عمر. ثم غزا (كذا) تلمسان في سنة تسع وستين من السابع (٣) فلقيه يغمراسن بواد سلى قرب وجدة فوقع بينهما حرب
__________________
(١) الموافق ١٢٥٩ ـ ١٢٦٠ م.
(٢) الموافق ١٢٦١ ـ ١٢٦٢ م.
(٣) الموافق ١٢٧٠ ـ ١٢٧١ م.