عظيم مات فيه من جيش يغمراسن خلق كثير ولو لا ما حال الظلام بينهما لم تقم قائمة لبني عبد الوادي وفرّ يغمراسن لتلمسان وأضرمت محلته نارا وتبعه يعقوب المريني فمرّ بوجدة وجعل عاليها سافلها وسبا (كذا) أموالها وزاد لتلمسان فحاصرها شديدا وأدار محلاته بها وجاءه بها محمد بن عبد القوي إعانة ثم سرحه لأهله ولم ترتحل عنها حتى وصل التجيني بلده خشية عليه من يغمراسن ثم أقلع عنها ورجع للمغرب فقال بعض كتابه ، الملزمين لخدمة بابه :
فإنك إذا الخيل جالت حبستهم |
|
قضاء من الرحمان ما منه عاصم |
فذاك على اليمنى يبيد حمامتها |
|
وهذا على اليسرى فأين المقاوم |
ووالدهم في جاحم الحرب بينهم |
|
يبيد حماة الجيش والسّقر قائم |
فويحك يا يغمور هل لك حاجز |
|
أيقظان حقا أنت أم أنت نائم |
أفي كل عام تترك ابناك للفنى |
|
وتسبى لك المغيد الحسان المكارم |
وجهّز جيشا قدره خمسة آلاف لنظر ولده أبي زيان سنة ثلاث / وسبعين من (ص ١١٢) السابع (١) فغزى (كذا) الأندلس به ونزل بطريف واستراح ثلاثا ومنه للحيرة فغنمها وبعث بالغنائم للجزيرة ووالى السير في الأرض يفتح ويسبي إلى شريش ورجع بالغنائم للجزيرة ولحقه والده في سنة أربع وسبعين من السابع (٢) ففتح فتوحا كثيرة وغنم غنائم عظيمة وجال بالقتل والسبي والتخريب وقتل زعيم النصارى دنونة (٣) وهزمت عساكره وأوتي له بالرؤوس فكانت نيفا وثمانية عشر ألفا على ما لصاحب الأنيس ، وتسعة آلاف على ما لصاحب رقم الحلل ، فجعلت تلا وأذّن عليها للصلاة وصلى المسلمون بالمعركة الظهر والعصر وأوتي له برأس دنونة فبعثه لابن الأحمر فكوفره ومسّكه ابن الأحمر وبعثه للفنش (الفونسو) تقرّبا منه وتجنبا من أبي يوسف. قال ابن الخطيب في رقم الحلل :
تسعة آلاف من الكفّار |
|
دعا بهم داع إلى البوار |
وعدد الأسارى سبعة آلاف وثمانمائة وثلاثون أسيرا والكراع أربعة عشر ألفا
__________________
(١) الموافق ١٢٧٤ ـ ١٢٧٥ م.
(٢) الموافق ١٢٧٥ ـ ١٢٧٦ م.
(٣) لم نتعرف على اسمه الحقيقي.