وستمائة والبقر مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، وأما الغنم فضاقت بها الأرض وبيعت الشاة بدرهم والمرأة بدينار ونصف. ولما قسم الغنائم ارتحل ونزل قصر الصخرة فأتاه هرنادة (١) ملك قشتالة لعقد الجزية وقبّل يد السلطان فدعا بماء بمرأى بطارقته وغسلها من قبلته فكانت له فخرا وفي ذلك قال لسان الدين ابن الخطيب في رقم الحلل : (ص ١١٣)
/ واجتمع القوم بقصر الصخرة |
|
وشاهد النّاس جميعا فخره |
وحين حل بالخضراء بعث له أبو محمد بن أشقيلولة كتابا يهنّيه بالفتح مشتملا على قصيدة عينية فيها تسعة عشر بيتا مطلعها :
هبّت بنصركم الرياح الأربع |
|
وجرت بسعدكم النجوم الطوالع |
واصطلح في سنة أربع وسبعين من السابع (٢) مع شانجة طاغية الروم فبعث له الطاغية بثلاثة عشر حملا من كتب المسلمين التي أخذوها ما بين الكتاب العزيز وتفاسيره وكتب الحديث وشراحاته وكتب الفروع والأصول واللغة والعربية والآداب وغيرها وأتاه العلامة الأديب أبو فارس عبد العزيز المكناسي ناظم الأرجوزة التي يقال لها نظم السلوك بقصيدة بائية مشتملة على مائتين وثلاثين بيتا يذكر فيها سيرته وجهاده وغزواته وجميع أموره كلها مطلعها :
بحمد الله أفتح الخطابا |
|
وأبدأ في النظام؟ والكتابا |
لعل الله يبلغني أمالي |
|
ويفتح بالسّرور عليّ بابا |
فأنشدها بين يديه قارئه أبو زيد عبد الرحمن الفاسي الغرابلي وحضور أشياخ بني مرين والعرب لقراءتها فاعطا (كذا) لقارئها مائتي دينار وللنّاظم ألف دينار وخلعا ومركوبا ومن أرادها بتمامها فعليه بالأنيس ، أو دليل الحيران. وتوفي ضحى يوم الثلاثاء ثاني عشرين من المحرم كما في الأنيس ، وصفر كما في (ص ١١٤) عجائب الأخبار ، سنة خمس وثمانين من السابع (٣) / بالجزيرة الخضراء بعد موت
__________________
(١) لعله يقصد : HERNANDO.
(٢) الموافق ١٢٧٥ ـ ١٢٧٦ م.
(٣) الموافق ٢٠ مارس أو ٢١ أبريل ١٢٨٦ م.